ثقافة الحسِّ
================
ثقافة الحس لاحس ولاخبر
في أمة تدّعي خيراً وتنتظر
وغيبة الخير من إنتاج خيبتنا
حيث المراء وحيث الجهل يفتخر
كم من غبي غفا في حضن غانية
وراح يأمرنا والعقل مندحر
فما صحونا ولا ذقنا حلاوته
حيث الغواني بأمر الحب تأتمر !
كم غالنا الدمع والأحزان غائبة
وكم ضحكنا وريح الحزن منتشر
وكم غفونا وما نامت نواظرنا
وكم صحونا وفي أشلائنا خدر
وكم حلفنا وما كانت لنا همم
وكم نذرنا فضاعت بيننا النذر
ونزعم الحس والأرواح غائبة
أما الضمير ففي الأقوال مختصرُ
يخاطب الشيخ فينا ما يعاكسه
كأنه طاهر والناس ما طهروا
كم سبنا ناسياً أنّآله تبع
لما أفاق تداعى حوله البشر
وكم وقفنا على علات حضرته
وكم رأينا وأهل الذنب قد ستروا
لكنه لم يزل يبني ممالكه
في بقعة يشتكي من قبلها الحجر
أين المشاعر والاحساس في وطني
والحب فيه بثوب البغض مؤتزر؟
وأين من زعموا حباً وفي يدهم
رأس الحبيب بلا جسم له خور؟
تبارك الحب كم غنى لفرقتنا
وكم تسربل شوقاً وهو منتحر
وما رأينا حبيباً في مرابعنا
لكن ضباعاً بأهل الحب قد غدروا
وكنت كالورد يا محبوبتي عسلاً
وكنت كالطير في ألحانها درر
وكنت كالبدر في ليلي يؤانسني
ونجمة الصبح حين القلب ينفطر
وكنت ملهمتي في الشعر قافيتي
وزهرة الحلم في الأحلام تنتصر
فمالك اليوم قد أدمنت معركة
ضيعت فيها الألى للحب قد سهروا؟
ثقافة الحس قد بيعت لمن دفعوا
للحسّ سعراً فباع الطاهر َالقذر ُ
فأصبح الحس جنساً في ثقافتهم
وأصبح الحسن للدولار يستعر
كم من قلوب بكت نخاس خفقتها
وكم رقيق قسا والحل مشتهر
وموطن السادة الأغراب عزتهم
ومن تغرب في أوطانهم قهروا
أواه أواه ما أقسى مضاربنا
لا الأهل أهل ولا الأحباب قد حضروا
حلم الفقير كما الأقمار أرغفة
ما نال منها رغيفاً يشهد القدر
وطفلة أينعت فيها ضفائرها
فقصَّها الفقر والمتخوم والضجر
وحلمنا كان أن نسمو إلى قمر
واليوم أحلامنا لاشيء يٌنتَظَرُ
===============
بقلمي
جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق