...و...رحلة بلا حدود يؤلفها و يشكل سطرها فقير إلى الله من مصر يدعى كامل حسانين...و...
يا ليل مهلا فالمنى تتمهل
من بعد حين رام حينا تقبل
و لئن أتتني فما يطول مكوثها
دوما تثار فتستشيط فترحل
كم كان حالي حين وصلك جنة
بها و فيها كم يطيب المنزل
حتى هجرت فلم تجف مدامعي
ما عدت من عذب المناهل أنهل
أفاطم رفقا كيف أبلغ روضك؟!
ما لي لحاقك و الخطى تتعجل
هل لي بقلبك بعض ود خاطر ؟!
بذات نبض أم إن قلبي مهمل؟!
و الثوب رث من بعد طول غيابك
بلى و ذاب من الكرى فمهلهل
ليلي شعرها قد بدى مسترسلا
على الخدود هي من لحسنه تسبل
قد حار قولي لم أهدى حرفا ينظم
و حين التقيتها ما تقطع أكمل
طرف تكحل من ليال عينها
غض جميل و من غرامها أكحل
من عذب حسنه قد سقيت و ها أنا
من غيث خمره إن قلبي مثمل
فرحت أرنو في هيام طالني
و أرسلت طرفي في ثبات أسبل
عيناي طورا في ملاحة نهرها
و القلب ماله و لم تجبني مثقل
هذا كياني أما رأيتم حاله ؟!
من بعد هجر طال نفسي مزلزل
هي الضياء لما التقيتها أبصر
و الليل بعدها دون ضوء أليل
و قد امتطيت متن الجواد الأبجر
و لما رأيتها ها أنا أترجل
فنزلت عنه لما رماني طرفها
و قد أظلها في الحرور المحمل
قالت تعال فقلت يبعد منزلك
قلبي يبثك ما بنبضي ويوصل
و لئن بلغت من الحبيبة منزلا
فذاك فضل قد اوتيته فاضل
مالت و قدها كالغصين إذا بدى
خصر لديها آن تبدي مذهل
إياه حلق في الروابي طائر
و أي شيء دون وجهها يهمل
و لها تغنى وهي التي طربت له
و هنا أقيم إذا تبين المحفل
قسمات ذاتها مثل عنقود الربا
من يطولها في السماء مطاول
اليوم غرد من يريد دلالها
بكل روض إذا تحل و تنزل
لها بنبضها بعض سحر و هوى
فالنبض منها حين يرسل واصل
حتى يطول من قد تنآى مكانه
و إليه حن و لو ينام الغافل
و إني عنها وقت غابت باحث
أو تغفو حينا من زمان سائل
أو كنت أعجز عن سؤال رمتها
فتذوب توا و قد بينتها مسائل
فما الصعيب يوما بطارق بابها
بلي الصعيب لئن ترق خمائل
هي ساكنتها فيزور عطرها خافقي
فلا العوازل حتى آنها تعذل
ففي شذاها كل أمل بارق
و نهر نيل بالعذوبة يهطل
و في مسائها للربيع نسائم
هلت كبشرى بالكرى تتغلغل
بشرى السعادة كم تعم ربوعنا
و كل فرح قد اتانا و ينسل
ما كم يروقنا أو نود بهاءه
فلا الهموم منا الكواهل تثقل
حتى عدونا بعض ليل و قولتي:
_لليوم عضد و لليال كواهل
و قد ارتشفنا منه حتى ثمالة
نهر نيل ما يريبه باطل
فهممت أبحث عن عيونه راجيا
من ذنبي ينقص أو يهم و يغسل
خشيت منها أن تغادر عالمي
أنا في هواها إني رجل أوجل
فكل حدث التقيه و قدر
لي ذات يوم يردي حالي يوجل
لكني حين نزال حرب ضمضم
أسد جسور و العدو أجندل
هم يحسبونني سيف حرب لامع
و يحب ذاتي في العوان كواهل
يا فارسا عند الوغى ملثما
أنا إن غدوت و إن تروح مزامل
إياك عند صدام خيل و ملتقى
ساح النزل و إنني أتسلل
إلى صفوفهم اللعينة خفية
و إن حاربتني منية استقتل
قبطان هيا ففي الحروب مصيرنا
و لقد عهدتك على المخاطر تقبل
أنا ذا جوارك يا حبيبي ملبيا
نداء قلبك و من حرير أغزل
ثياب ود ليت توفي قدرك
و ليت تصنع و ما يليق المغازل
لك كل عمري يا رفيق و مهجتي
و فداء نفسك إن تحل النوازل
سلمى تغار من ذاك حب و تمتطي
ظهر الجواد و من تكد و تعمل
تمسك حسام منية يبدو دنت
و ثياب مجد بعد العوان و تغسل
و الكل يشرب من الجمال و يسكر
لم يبق فرد لم يذقها و ناهل
من يدنو منك حبيبة القلب الوفي
بسهم القنا أو بالحسام سأقتل
عشقت بدرا قد تجلى بارقا
و مالت الي لما عشقتها عاهل
أنا لن أحب سواها إنها بسمتي
لا عشق أخرى، نبضي إليها أميل
كم من جميلة روضة تغرينني
تتمنى وصلي و كم الي تتوسل
ومني تدنو فما يكون من الذي
مقت الحرام إلا أنه يخجل
وهذا صوتي في العوان وقد علا
صوت جهير في الصدام مجلجل
نار الهيام إذا أرادت تنطفأ
من حر وجد لها المحب سيشعل
ما كان شيء في الحياة ليكتمل
لا حلم فيها و لو حلمنا كامل
أنا عنها أرحل و كل نفس و جلنا
فكل فرد عن البسيطة راحل
أو كان يسعى في رحابها أو عدى
أو كان يخطر ف الدروب الراجل
في هوة ذات الهلاك و جدتها
و لقاني فيها وقد أطل المعضل
ولقد هجرته بعدما دار الزمن
و قد بان يرقد في الضحى يتململ
الليل أقبل بعد طول غيابه
يهب الجمال وعلى الخليقة يسدل
أستار حبه حتى حط بعشه
طيري جواري يميت ظلما و يعدل
القسط نهجه بعدما الضيم انقضى
و قصارى جهده كل يوم يبذل
و لقد سعيت بدون يأس و أعلم
أن لا ثمار تحل بي أو طائل
و هذا ظني في الدنا لا غيرها
لكن بأخرى دار طيب تذلل
لك الصعاب فلا شقاء بدارها
لا تبك فيها ابن أم و تسعل
حوراء فيها قد بدت لي كالأمل
و إنني من فرط حسنها مغازل
إياها آه من جمال الزهرة
و إني ساقيها ويبدو أني النادل
ذبلت زهور جميع روضات الدنا
و أما أنت فزهرة لا تذبل
أنا لي تطيب جل الحياة بجنبك
و من يديك حلو المذاق الحنظل
السلوى كيف و أنى أنسى رسمك؟!
ما من أناس منك سلمى أنبل
وما لمست من الذكاء و فطنة
أدهى و أحكم منك أنت و أعقل
...و...رحلة بلا حدود لمؤلفها الفقير إلى الله كامل حسانين من مصر...و...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق