قصة قصيرة
نسمة
في طريق عودتها من المقبرة بعد الإنتهاء من مراسم دفن والدتها نسمة الابنة الوحيدة في عائلتهأ يعتصر قلبها الألم تغزو مخيلتها أسئلة وأسئلة لا تجد لها أجوبة ربت والدها على كتفها واحتضنها وقال لا تخافي يا ابنتي سأكون لك سندا وستنجحين هذا العام بتفوق ردت حسنا يا أبي سأحاول الله يقدم ما فيه خير لنا ...
مرت أيام وأسابيع نسمة تمضغ المرارة والوحدة في دار والداها الواسع وفي ذات أمسية حدثت والدها ما رأيك في جارتنا ليلى صحيح أنها متقدمة بعض الشيئ في العمر لكنها لطيفة ستكون رفيقة دربك وصديقة لي تأنس وحدتي وتعينني على دراستي التزم الأب الصمت بقبول مبطن وما هي ألا أسابيع قليلة حتى كانت العروس متربعة على عرش فؤاد الوالد وبدأت معاناة نسمة مع خالتها بتحميلها أعباء الأعمال المنزلية وسقاية المزروعات بحجة وزنها الزائد والدهون المتراكمة حول خصرها يزداد بطش الخالة وغرورها يوم بعد يوم وخصوصا بعد نبأ حملها صارت تشتمتها وتنعتها بالفقمة كل حين وكلماتها المعتادة لن تنقضي شهور حملي التسع حتى تصبحين أيتها الفقمة رشيقة الوزن فريدة الطعم وبهية اللون والحسن كخالتك الخنساء حتى وصل بها التعجرف والظلم أن تقنع والدها بتركها المدرسة بحجة وضعها الصحي المتردي في شهرها الأخير وما كان على نسمة إلا الأمتثال لرغبات والدها
بعد ولادة عسيرة للخالة أنجبت طفلة أطرافها السفلية متلاصقة كحورية البحر لم تطلق عليها اسم فقمة أو نقمة أسمتها نعمة
لما حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق