قصة قصيرة
حبة كستناء
متجهة إلى مورد الماء جنان ذات الشرائط الحمراء تحمل خابيتها الفخارية تدندن آخر كلمات سمعتها من أمها إياك والفتيان الأشقياء إنهم يرمون الكلمات المعسولة لكل عابرة طريق ( أه يا أماه كم ترددين هذه الكلمات ) قطع سلسلة أفكارها أحدهم وقال (أنت هل تسمحين لي بمرافقتك ) ألقت نظرة سريعة على ملامحه الطيبة وثيابه الفوضوية وتلك( النقيفة)التي يحملها على خصره
ردت بتهكم يبدو أنك أحد الأشقياء التي تحدثت عنهم أمي أغرب عن وجهي حالا
رد أمك سامحها الله أنا شقي نبيل يا فتاة وأخرج (نقيفته) ورماها بحبتي قطلب إحداها علقت على شرائطها والثانية سقطت في خابية الماء ضحكت وتناولت الحبة الأولى وقالت أنها لذيذة ......
الفتى سمعتك البارحة عندما كنت أتسلق شجرة الصنوبر المجاورة لنافذتك تدندين أغنية جميلة تمتلكين صوتا عذبا هيا غني لي قليلا وأعدك أن أصيد لك حجلا جميلا أو صقر أو ربما فيلا كبيرا .... قالت حسنا مقطعا صغيرا لم تنهي تغريده حتى راح يهرول مسرعا من فرحته وابتهاجه وهو يردد سأجلب لك هدية غدا أنت تستحقين ...
في اليوم التالي جنان تملأ خابيتها كالعادة وإذ بالفتى يباغتها بحمامة بيضاء ويقول أنها جميلة أليس كذلك لقد سرقتها لك أقصد أصطدتها هي اطربيني
ردت غدا عندما تعيد الحمامة إلى أصحابها سأغني لك اليوم صوتي مبحوح مصابة بالزكام انتفض الفتى غاضبا واستل (نقيفته ) ورماه بحبة كستناء أصابتها على خدها الأيسر وسقطت في الخابية غادرت من فورها مورد الماء غاضبة .. .توالت الأيام وذاك الفتى على عادته كل يوم بجملته المعتادة غني لي .....جنان أعاني من زكام حاد لكنه احتد وغضب وتورمت عيناه وأخرج سلاحه كما عادته ولكن هذه المرة رماها بدحل كبير شج رأسها وسقطت بضع من قطرات الدم في الخابية ....
قالت أنت أيها المغفل الشقي لن أستطيع أن أغني لك حتى لو رجمتني بمنجنيق هولاكو عندما يصفو مائي من حبات الكستناء ودحلك الغليظ سأعود للتغريد .....
ما أن وصلت كلماتها إلى مسامعه حتى صار يبكي و يلطم خده أصمت السمع تماما عن تهديده ووعديه رمقت عيناها البريئتين اللتان طالما غنت لهما بنظرة خاطفة
عانقت يداها خصر الخابية بحنو وحدثتها أرجوك أن يصفو ماؤك سريعا فدموع ذاك الشقي تثقل كاهلي
لما حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق