أرواح ضريرة
تحت ظل النجر الحر آويت في يوم مخصر تحت زيتونة ذات جدائل مسننة سمعت أنينا موجعا..فهلعت وثارت روحي كأنها بين خصر سهم أو فريسة هاربة من ذلك الأجدل يترصدها منذ زمن على عتبة مجدل رسمت على جدرانه حفريات تحدث عن معارك فرسان كانوا بالحرب لا يهابون غير غفلة من ربهم وعدهم بالنصر مادامت قلوب رجال معلقة لاجله .
سكنت لحظة وانقطع دبيب الحياة بين أطرافي،ويحي اأكون واهما ؟!
أم أن جوفها من هجر السماء صار مرقدا لأصحاب الكهوف والبراكين الحامية...قالت لي دامعة وأوراقها مودعة كم جيد زيتونة إتكأ عليها فارس أو قطع مني كاتبا...عالما...قطعة لاكون قلما يخط صوت الحق الاخرس ...لعمري اليوم صرت اشتهي أن يذرون رمادا على رؤوس ذو دفرة منتنة ...تستقي من تفاهة... لا تستقيم على مبدأ...
أو ذات حرب قامت على ضعاف قوم ...ذل فيها عزيزها... كم أخضر قلبي ذلك الجاهل الذي يدعي علما أو عالما يدعي حكمة ،أنا التى كنت قطعة جمال ومتكا لسادة العرب و تجملت بي أوطان واعلام مغروسة فوق التلال ، صرت مزبلة أسود واهنة وكلاب شاردة...ونارا تدفىء مجلسهم.
ماعدت!! بل اضحيت تلك الشامخة ذات هيبة ورمزا لعروبة لبست ثوبها المطرز من الماسهم شفافا يرسم مبامحها ويعدم حيائها وتاج مرصع بزمرد أحمر...بلون دمي شُهدائنا.
ولا عجب!! من أم دفر قد غلفت قلوبهم بالغل وحب الدنيا والشهوات القذرة.
وأعناق تتمايل سكرت بعزل الأقلام وخمر الفخامة المزيفة
و لازالت الارواح ضريرة لاترى أسود السماء الغاضبة وأديم الأرض يغلي تحت الأقدام لو تبسَم جوْفها أو أطبقت جبالها لأحرقت كل من عليها وأفنت كل قصورهمْ المشيدة و ناطحات السماء الشّاهقة ...
ولازالت أرواحهم لا تبصر عدوانهم الدفين وخوفهم من كلمة لو قامت بين الآذان والقلوب بحق لكانت كالبتار الصارمة ولأبصرت...
نور الرحموني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق