الأحد، 28 نوفمبر 2021

 النظرة الأولى


أنَا ورُوحِي ونَبْض القَلْب نفْدِيهَا

والإنْس والجِن والدُنْيا ومَا فِيهَا


هِي الحَياة إذَا رُوحِي تَمُوت غَد

،والموت فِيهَا لرُوح فِيهَا أحييهَا


هِي السَعَادَة مِنْ حُزْنٍ ومِنْ ولَهٍ

للرُوح أنْس وبِالوحْشَة تُواسِيهَا


تُخَبِئ الدَهْر، والدُنْيا بِمَا وسِعَت

حَتَى العَدَم ومُحَال غَاب يأويهَا


إنَ الجِبَال إذَا جَائتْنِي مِنْ ذَهَبٍ

مَا كَان للرُوح شيء عَنْهَا يغْنِيهَا


يتنَفَس الفَجْر فِيهَا كُلَمَا ضَهَرَت

مِنْهَا شُمُوس لهَذا الكُون تبْدِيهَا


والنُور مِنْهَا مَا يخْفَى عَلَى فَلَكٍ

يسْرِي المَجَرَة فِي عُتْمَة لَيالِيهَا


والأرْض مَا أنْبَتَت إلا بِهَا رويت

فِي كٌل فَصْل ومِنْهَا نَبْع يسْقِيهَا


وضَمَة القَبْر تُنْسِي المَرْى دُنْيتهُ

تَفُتْنِي كيف شَائت لِسْتُ نَاسِيهَا


والحُسْن فِيهَا لَمَا عين رَأتْهُ ومَا

خَطَر عَلَى بَشَرٍ مَا الحُلْم يدْنِيهَا


لَو كُل شَمْس بِهَذَا الكُون أتَقَدَت

مِنْهَا برُود الهَوى لَو هَبَ يطْفِيهَا


تفِر مِنْهَا نُجُوم الليل فِي خَجَلٍ

مِنْ كُلهِ لسْتُ أدْرِي أين يخْفِيهَا


والأرْض دَورَتها لَولَاهَا مَا وقَفَت

لهَا الكَواكِب تَاهَت فِي مَجَارِيهَا


ترى الطُيور ومَا مِنْ ليلة سَهِرَت

إلا لَهَا سُهْد في أعْشَاش تحْويهَا


إنَ الورُود ومَا مِنْ يوم قَدْ حَنَت

إلا لَهَا، بَات نَبْض الشوق يضْنِيهَا


إنَ الجُرُوح أبَد مَا عُمْرهَا رَقَصَت

إلا لَهَا نَزْفَهَا والألَم مَا عَاد يدْمِيهَا


تهْدَى الرِياح، ومَا عَصْف يحَرِكُهَا

،وفِي سُكُون عَلَى الأجْواء تبْقِيهَا


مِنْهَا السحَاب غَوادِيهَا فَمَا بَقِيت

تحْت السَمَاء، ومَا أبْقَت سَوارِيهَا


وفِيه تَبْتَسِم الدُنْيا اللتِي ضَحِكَت

مِنْ كُل وحشَة ومِنْ شِدَة مَآسِيهَا


تَأتِي المَلَائكَة قَبْل الفَجْر تَسْألنِي؟

هي نَظْرَة مِنْهُ مَا عَد شُفْت ثَانِيهَا


° أمين منصور المحمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...