الخميس، 25 نوفمبر 2021

 الأغواط 

البراءة والطّفولة

 والحرب من قبل ومن بعد ...

هي ريح الأرواح تفيض     

تحت ضوء شعلتك!

إنّك الهواء الأصلي الذي سيجفّف دموعي

       مثل الأم ، لا يمكن استبدالك    

 بلدتي هدية من الله , يا مسقط رأسي  يا قدري, 

 و يا أغلى مكان و يا أغلى من خمسة نجوم  بالإحساس . 

بيّني للعالم  وأظهري حسن جمالك وزينتك  وجبالك الأحرار في كل واد 

وأبكي على شهدائك عبر الزّمان  في * عام الخلية* 

غاليتي الأغواط

حيث تمّ ابادة جماعية لأهالينا  بأوّل قصف كيمياوي 

على منطقة  سكان عزل لا يملكون   

 حق حمل السّلاح لضمان سلامتهم من  الاستعمار الفرنسي

 في أبشع ظلم وعدوان ... والله لن ننسى شهداءنا, 

والطّفولة البائسة والمحرومة تحت ظلّ الانكسار . 

هذه بلدتي اغواطيتي

عشق العلم وقبلة الأحرار والثّوار 

مملكة القلوب الطّيبة    

  التّي أنا منها وهي منّي 

 حزينة لآثارها  وتراثها  العتيق اللّذين  انهارا ,

  على مرأى و مسمع الجميع ,

تغيّر كل شيء فيك للأسوأ

دون الحفاظ على  معالمها 

و تراثها وعادتها وتقاليدها , 

وانطوت صفحة أهاليها

في غيابات الدّهر والنّسيان   

 يا له من تاريخ  غني 

طمس طمْسا  برمّته 

كلّ ركن  يثير فيك  ذكرى 

 صرخة  ودمعة  وابتسامة 

مثلي تماما وأنا أحدّق 

يمينا وشمالا فلا أرى 

الاّ أوجاعا وفراغا وهدما 

استيقظت هذه الذّكريات 

السّعيدة في ذاتي  وكياني 

لإعادة إحياء  طفولتي 

لفترة قصيرة  لبلدتي 

و بهجتي وتاج رأس  الصّحراء.

أين الأحياء الشعبيّة والأخوة الصّادقة التي لامثيل لها . 

أين الشّيوخ المعرفة  والكتّاب  والقرّاء ...

أين الينبوع رأس العيون

أين الظّلال والأشجار لواد مزي 

أين السواقي والسّفريج  

أين طحونة القمح  لحينّا 

أين سبالة الماء للأحياء 

أين النّخيل وأنواع التّمور 

 المعسّلة المحشيّة في البطانة

و أين البساتين الخضراء ,

بأنواع الأشجار والفواكه والخضر... 

أين سوق الحطب والحلفاء 

ولو ڤيد والفحم وأنواع الفخار 

 و الطاجين  , الڤربة,  والڤنونة ,و الدلو 

   لشرب الماء  البارد الڤصاع اللّوح  وعربات 

الحمير والأحصنة لحمل الأثقال  وغيرها من التّراث المحلي   ...

والبهائم التي انقرضت و

التي أدت دورها في خدمة المواطن أثناء الحرب. 

 أين أهل النّية والقلوب البيضاء

والمعروف والوفاء بالوعد و

 النّشامى والنّشميات أصحاب القول والفعل...  

أين المساجد العتيقة   للعبادة 

أين الرّحبة المكان المفضل 

 للّعب  فيها كبارا وصغارا 

آه منك يا باب الدزاير حجبت 

عن الأنظار وتاريخ البلدة 

 و لا ننسى رحبة الزيتون  المزدهرة 

بالمارّة و السّوق التّقليدي  بالسلع  المعروضة على جوانبها 

بالقشابية ,  والبرنوس  , والشطاطة بالحرير , والصّوف  

والحايك   , والزربيّة الأغواطيّة  

وكلّ ما هو  يدوي من صنع  النّسيج  الحرائر الحافظات للغيب ... 

في مقولتهن وحكمهنّ  المشهورة  في حبّ العمل  * الحديث والمغزل * 

بلدتي محبوبتي الّتي لو كتبت  عنها  مجلّدات 

لا تفي حقها التّاريخي والاجتماعي والثّقافي

كم أشتاق الى رؤية الصّبية  , باللّوحة والقلم والدواة...

وكم أشتاق الى أغانينا  الشعبيّة والثّوريّة

 التي تحرك الاعتزاز والفخر والانتماء لهذا الوطن   

وانا أحكي  عنها كأنني ولدت من جديد 

هذه بلدتي  ، أنا فقط أرى من الواجب , أنّها تعود إلى الحياة

وأن يعاد لها مجدها ومكانتها الّتي تليق بموقعها , 

 الحسّاس والنّضالي عبر  المكان والزّمان .

 وفي نفسي المليئة  بالآفاق والآمال 

وهي لي  مثل ممتلكاتي   وأكثر فأكثر, 

والأمر متروك للجميع   , لجعل هذه البلدة  منارة  الوسط 

 لتكون أجمل  و أرض  سلام ومنبعا للخير. 

  هي ترجوكم   وتتوسّل إليكم  أن تحافظوا 

 عليها  , وعلى مكانتها  ,  وخيراتها الباطنيّة والخارجيّة  

و تحيّة عطرة  إلى عشّاقها ومحبّيها  , وإلى من هم أهلا لها...

فهنيئا لمن وجد  نفسه في نصي المتواضع والشعور المتبادل 

ونختم مقالتي  عن بلدتي  الغالية الأغواط  بالدعاء

 لوطننا ولجميع الأوطان العربية بالرفعة والتقدم والرقي ،

 وأن نراهم في أعلي المراتب والدرجات ، 

ونري شعوبهم من أكثر الشعوب نظاما ، ونظافة وتحضر .

                                                                            خديجة صحبي / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين الجدرلن بقلم عمر طه اسماعيل

 بين الجدار وذا الجدار حكاية  وحكاية وخواطر ورواية وتدور من حولي الحروف فأنتقي  بعض التي تجتاح قلبي جمرة وتحط في سطري القوافي كلما  زار الحن...