حبيبة قلبي مدينتي
حبيبةَ قلبي حينَ ألقاكِ جانبي
تطيبُ لي الدنيا وأنسى مَصائبي
حضوركِ إلهامٌ لأجملِ صورةٍ
يجودُ بها شِعْري وترسو مَراكبي
وفي البُعدِ يرمي لاعجُ الوجدِ طارقاً
فؤادي بأشواقٍ تَهدُّ مناكبي
أقولُ لها لا تجعلي حرقةَ النَّوى
تُبَدِّدُ أحلامي وتُمحي رغائبي
تقولُ: لنا أهلٌ فانْ كنتَ عاشقاً
تعالَ معي تَحظى بكلِّ أطايبي
وإنْ قلتَ : ذا داري ولستُ أعوفهُ
فلا ذنبَ لي يبقى وتلكَ مَطالبي
تَخَيَّرْ لَكَ الأجدى ولا تكُ حائراً
فأنّي على حبّي أعاهدُ صاحِبي
فَقُلتُ : أنظري ماذا دعاكَ لتمسكي
بجرحي وتكويهِ وتطوي مآربي
ألا فاعلمي إنّي أحبُّ مدينتي
وأرضي إذا اشتدتْ عليَّ مصاعبي
فأنتِ إذا راوَغتِ في حسنِ معشرٍ
لكي تتركي في القلبِ غُصَّةَ تائبِ
هنالكَ ما بين الامامينِ شارعٌ
ببنگٍ وشوّافٍ تركتُ حقائبي
أزورُ علي الهادي وأحظى بصحنة
ومن بركاتِ الله تُجلى نوائبي
هنالكَ أحيا حينَ أجنَحُ عابراً
مُصَلّى(حسن باشا) لخير المضاربِ
وقوفي (ببابِ السورِ) تبعثُ دجلةٌ
بِريّا نسيمٍ فيه أغنى مَكاسِبي
وإمّا توجَّهْنا إلى (السدِّ) عادَ لي
ربيعُ الصِّبا في زهْوهِ المتعاقب
بجلسةِ أحبابٍ على شاطئِ الحَصَا
وَمَدٍّ وَجَزْرٍ بينَ آتٍ وذاهبِ
يُردِّدُ فيهِ موجُ دجلةَ نغمةً
لها الطيرُ تهوي من رفيعِ المَراتبِ
تَمنَّيتُ أنْ أقضي مُحِباً وعاشقاً
هنالكَ نَحْبي فوقَ كتفٍ لقاربِ
وإن كانَ لي في(سوقِ مريم) حاجةٌ
رأيتُ على دَرْبي الجمالِ مراقبي
على إنَّ قلبي ظلَّ يسْبي شغافَهُ
حياءٌ الحِسانِ الفاتناتِ الكواعبِ
وكنتُ أغضُّ الطَرْفَ عَنهُنَّ حافظاً
لديني وَعُرْفي من جميعِ الشوائبِ
خروجي بِكتبِي في صباحٍ تَبدَّدَتْ
بأرجاءِ سامرّاء كلُّ الشَّواحِبِ
لمدرستي أحلى وأجملُ رحلةٍ
بها النفسُ ترقى نحو أعلى المناصبِ
فانْ كنتُ تلميذاً وصرتُ مُدَرَّساً
مروريَ في الحالينِ فيه ملاعبي
فكوني كما تلقينَ عندكَ راحةً
فارضيَ أغلى من غرامي وجاذبي
وإنِّي وأَنَّى قد توجهتِ رافضاً
خضوعي وهجراني ديارِ أقاربي
د. محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق