الجاحد والملاك .. و شيء من الكبرياء
قصة قصيرة
للأديب الدكتور
طارق موسى
شعر إبراهيم بآلام فى الحلق مصحوبا بارتفاع فى درجة الحرارة وصداع شديد مع ضيق فى التنفس ، فقرر أن يتوجه إلى مستشفى الحميات لتلقى العلاج ..تلك المستشفى التى تعمل بها خطيبته القديمة دكتورة ريهام ..والتى كان قد تركها دون أن يتزوجها ..على الرغم من حبها الشديد له ..وكان بعض الخبثاء قد أوعزوا إليه بأنها لن تهتم بشأنه ، وحاولوا أن يبحثوا له عن مستشفى أخرى ..ولكن هذه المستشفى التخصصى خاصة ببلدته .
كما أوعز بعض الخبثاء إلى الطبيبة ريهام باﻹبتعاد عن علاجه ، فهو من ناحية خطيبها القديم ، ومن ناحية أخرى ، تم التأكد من إصابته بفيروس كورونا المعدى بعد أخذ المسحة الطبية ..ونصحوها بالإبتعاد عنه ..ولو اضطرت إلى أن تأخذ أجازة من عملها ! ولكنها أصرت على علاجه ولم تلتفت لدعواهم !
مرت فترة العلاج، شفى إبراهيم، وأصيبت ريهام بالعدوى ،وخضعت للعلاج، ولكنها شفيت هى الأخرى بحمد الله .. و خرجت من المستشفي .. شعر إبراهيم بشيء من الحرج تجاهها .. فهو مدين لها بحياته .. أراد أن يتقدم ثانية لخطبتها .. رفضت قائلة .. آسفة ! هذا عملي أؤديه .. و هذه رسالتي .. فأنا لم أعالجك من أجل شخصك .. إنما هي رسالتي التي أؤديها للجميع، و لو أودت بحياتي !!
عندئذ علم إبراهيم ان الحياة ليست سوقا للمقايضة .. وان من الملائكة من قد يكون فى صورة بشر في أرض الله ! و انصرف يجر أذيال الندم مدينا بحياته لمن أساء إليها يوما .
بقلم د/ طارق عبدالله موسى
سفير السلام العالمى .
الجامعة الدولية للدراسات والبحوث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق