قصة قصيرة
( تحايل )
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
************************
المهداوي من كبار رجال الأعمال فى المنطقة ويعد من أثرى
الأثرياء يسكن فى فيلا فخمة مع زوجته ثريا ابنة أكبر تاجر
موبيليا فى مصر والعالم العربي .
المهداوي عمره ناهز السبعين وزوجته ثريا فى العقد الخامس
سافر بها إلى كثير من الدول الأوربية وعرضها على كبار الأطباء الذين أقروا باستحالة الإنجاب من الطرفين .
قرر المهداوي أن يملأ حياته وحياة زوجته ثريا بأن يكون
لديها طفلة تدللها وتلاعبها.
اتفقت ثريا مع إحدى النساء وتدعى فاطمة بأن يكون الطفل
أو الطفلة الذى تلده لكثرة أولادها وعدم قدرتها على الإنفاق
على أطفالها التسعة وأنها ستعطيها مال يكفيها ويكفى زوجها
للإنفاق على الأولاد.
وبالفعل عقب ولادة فاطمة لطفلة جميلة أخذتها ثريا زوجة المهداوي وسجلتها باسم زوجها وباسمها وأعطت فاطمة شنطة مملوءة بالجنيهات .
وقامت ثريا برعاية سهام وعلمتها فى مدارس خاصة لغات
وتمتعت ثريا بنداء سهام لها بماما وكذلك كان المهداوي يحب
إن يسمع من سهام اسم بابا وكان لا يؤخر لها طلب ويأتى
لها بكل ما تحتاجه .
ثريا لم يتوقف طموحها عند هذا الحد وبدأت تفكر فى الثروة
والشركات وأن أهل المهداوي سيشاركونها فى التركة لأنها ليس عندها ولد .
وظلت تفكر ماذا تصنع ؟!
شاركها الشيطان فى رسم خطة جهنمية فطلبت من سهام أن
تتزوج بسائق الباشا وأن يقيما فى مكان بعيد حتى تنجب سهام .
وبالفعل بعد مرور عشرة أشهر ولدت سهام طفلا فأخذته ثريا
وسجلته باسم المهداوي واسمها فى السجل المدني.
وبعد مرور ثلاثة أعوام توفي المهداوي وأصبحت ثريا وصية
على الثروة والشركات .
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن
فى ليلة من ليالي الخريف سمعت سهام أصوات خارجة من
غرفة نوم ثريا .
كذبت ظنها ولكن تأكدت بنفسها فى اليوم التالى ولم تتحمل
الصدمة فواجهتها بما رأته فادعت أنه زوجها ولكن بعقد عرفى والعصمة فى يدها .
قررت سهام الانتقام من ثريا فأبلغت أهل المهداوي وتم رفع
قضية الطعن فى النسب وتم استخراج التقارير التى تفيد
بالعقم والتحايل .
ولكن ثريا بما لها من نفوذ استطاعت أن تقلب الطاولة على
سهام وزوجها وكذلك عائلة المهداوي بأن غيرت كل التقارير
واتهمت سهام وزوجها السائق بتحرير شيكات بدون رصيد
وتذكرت سهام وزوجها أنهما بالفعل كانوا قد وقعوا لها شيكات
على بياض حتى يظلوا تحت قبضتها .
فتم القبض على سهام وزوجها السائق وتم الزج بهما فى السجن لعدم قدرتهما على السداد .
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
شاعر القرية
مصر - البحيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق