من ديوان حديث الروح
المشْهـــد
-------------------------------
عجبت لذاك الشيخ يدعو تزهُّـدا
و لا عنْ نعيْـمٍ زائلٍ قلبه يزهـــدْ
يقول لهم اخشــوشنـــوا إنهـا قُربـة
و فىْ ذاك أمْعاءُ الشيوخ معـأ تفْـسدْ
و لو كان ذا حقَّـا كمــا يدَّعـى قــولا
لكانـتْ بطنــه بذاك ظــاهــــرا تشْهـــــدْ
يخـــاف عـلــى أرزاقـــه ربَّمـــا تيْبـسْ
و رزقُ العبـــاد عـنــد ربٍّ لا ينْفـــدْ
و ذاك بأقــوات الشـعــوب مـلاعـبُ
تــراه ككلْبٍ عــاقــرٍ شكْلـهُ أسْـــودْ
و في الأزمات عـاهـرُ القلبِ لا يهْـدأْ
على كلِّ وجْـهٍ حـالهُ دائمـــا يسْجــدْ
صديقُ الأفاعي فاسـدُ العقل و المذْهبْ
تراه علـى الضعيفِ سَبْـعٌ و مُسْتـأْسـدْ
و تلك الدواعـــرُ التى تاجــرت دومــا
بكلِّ نـفـيــسٍ تبـغــــى أىَّ ســـــــــؤْدُدْ
تـــراهُ علــى كلِّ المــوائـــــد معْتـلــى
و يـمـــــدح أعْبُــــدا فكلٌّ لـــهُ سيِّـــدْ
فلا يبْـــغ آدابــا و لا يـرتـضـى حبَّـــا
سفيهٌ يجــارى كلَّ غـيٍّ و يسْترْشـــدْ
و فكْــرا معـــادٍ للإخــــاء و يسْتفْحلْ
و مسْجد ضُرٍّ و الضِّـرارُ غزا المعْبـدْ
بداخلنـــا فســــادٌ يا ســادتـى صدْقـا
نصلِّـيْ لهُ دوْمــا ونسْجـدْ و نُسْتعْبـدْ
فكيْف سنعْلـوْ أوْ يعيـش الفتى حــرَّا
فحال أهاليْنا لظى فى دجـــى أرْبــدْ
فمـاذا أقــــوْل أمِّتى .. كيف نشْفــى ؟
و كيف الخلاص من حياةٍ و لا تُسْعِدْ
سـوى كافـرٍ يرضى حيــاة التوابـــعِ
حريْصٌ علىْ أىِّ حيــاةٍ و لوْ أعْبــدْ
نساسُ بقـانون الأعــاجــم لا نرْفُضْ
نجــافىْ أهالينـا ضحى و لهمْ نحْسِدْ
فهلْ إن معا متْنـا نؤثِّر فى الأرضِ ؟
نؤثِّــر فـى الحيــاة !! ذاك مُسْتبْعـــدْ
فهــذى عقيــدتــى سأعْلنهــا جهْـــرا
وهذا يقينــى و اعتقــاديَ للمشْهـــدْ
-----------------------------------
بقلمى // مهندس _ محمد امام
بحر الطويل
- اخْشَوْشَنَ وتَخَشَّنَ : اشْتَدَّتْ خُشونَتُه ، أوْ لَبِسَ الخَشِنَ ، أو تَكَلَّمَ به ، أو عاشَ عَيْشاً خَشِناً فى طعامه و شرابه و ملبسه . و هو التقشف بشدة أيضا .
- دجى أرْبد : ظلامٌ مقْحـلٌ أو قاحل ملئ بالمصائب .
- مسجدُ ضُرٍّ و مسجد ضِرار : كان المنافقين بنوا مسجد ليديروا و يدبروا فيه المكائد للإسلام و أهله .. فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بهدمه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق