قصيدة : لاتشكو لغير الله
بقلم : إبراهيم محمد رمضان
لا تشْـكو هُمومَكَ إلا لِخـالِقُها
إنْ تشْكو لِغيرِ اللهِ ما أصْـعَبَهُ
فإنَّ منْ تشْـكو لهُ عبدٌ مِــثلُكَ
يُشقِيهِ ما يُشقيكَ وحتماً يُتعِبُهُ
واشكُو لرَبِكَ ما فيكَ منْ وَجَعٍ
بابَهُ مفتـوحٌ قُلْ لهُ ما ترْغَبَـهُ
يَغضَـبُ المَولى إنْ لمْ تسْــألَهُ
وتلجَأُ للذي إن تسألَهُ تُغضِـبَهُ
وقدْ يَحورُ ويَدورُ معكَ كَزِئْبَقٍ
وكأنَهُ يُداعِبُ أو يُلاعِبُ ثعلَبَهُ
قدْ يَضيقُ عليكَ الحَـالُ يومـاً
ويُريدُ ربُكَ أنْ تُناجيهِ وتطّلُبُه
فاطلبْ ماشِئتَ فلم يَرُدَ سائِلاً
ناجاهُ واستعَاذ مِنْ شئٍ يُرعِبَهُ
قُم للصـلاةَ وقتَ السَحَرْ ودَعِ
النومَ وصارعَ الشيطانَ تُغلبه
إنَّ النعيمَ إنْ يِأتِّي بعدَ مشَـقَةٍ
تَجِدُ فيهِ لـذةَ الحَــلالِ أطـيَبَهُ
وإنْ تَحِّلَ عليكَ هُمُومٌ مُتواتِرَةْ
هي تنقيحٌ لدينُكَ وربُكَ سَــبَّبَه
إصْـبِر لحُكمِ ربك واقبلْ بالذّيِ
يراهُ غيرُكَ وكأنَهُ سُـمٌ يشربَهُ
أتْـركْ مَنْ يسْـعَى لِيـغنَمَ بالتِّي
وكأنَها خُلِقَتْ للإنسـانِ لِتُعَذِبَهُ
دُنيا سَتفْنَى عَلـيكَ قدْ أقْـبَلتْ
بِوصَبٍ ونصـَبٍ وهـمٍّ تَجْــلِبُه
واَدْبِرْ عن كلُ منْ يفعلَ مُنكراً
واظفرْ بدِينِكَ وضالٍّ تَستَقطِبُه
دينُ الفضـائِلُ والمكارِمُ كُلَهـا
فِعلُ المَعاصِي إيّاكَ أنّ تَقْـرَبُه
يَقَـــعُ المـرءُ في ذُلِ خَطـيئَتُهُ
لِيندَمَ بعـدَها والضَميرُ يُؤَنبـُهُ
مَنْ يَسَألُنِّي شيئاً أرُدُ مُبتَسِماً
أُلبِّي نِداؤَهُ وجَبينِي لنْ أُقَطِبَهُ
إلهِي لا تفْتِّنِي في دينِي لَحظَةً
ولا تَجعل لِنَزواتِّي دوراً تلعَبُه
إلهِي سوفَ أطـرُقُ بابِكَ كُلَما
زلــّتْ قدَمِي فَعِقــابُكَ أرهَــبَهُ
أعِنِّيِ على هِدايةِ كل مَنْ عَصَى
بحُسنِ خُلُقِّي في دينِي أُحَبِبـُه
يَسّـرْ أمورَ دُنْياي كُلَها وباركْ
ليِ فيِ حلالٍ مِنْ كَدِّي أكْسَـبُه
ولاتَخـتِمْ حياتّي بشئ يُغضبكَ
وأصلِحنِّي بعَمَلٍ عَينُكَ ترقُــبُه
إشْفِي زوجَتِّي وأصـْلحْ ذُريَتِّي
ولاتوجْعْنِّي بشئٍ غَالٍ تســلِبُه
وأَحسِنْ خَاتِمَتِّي بِكِتـابٍ أقرأُه
وصَحيفةٍ تزخــرْ بِعَمَـلٍ تكتُبُه
أحْينِي مُسْلِماً وأمِتنِّي سـاجِداً
وجَسَدِّي النحيلِ بالنارِ لاتُعَذِبَهُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق