تعال زُرنا
بقلمي أنور مغنية
يُطلُّ من فوق الليل
قمرٌ خرجَ من خبائه
يمشي على الأرض الهُوَينا
ويخبِّيءُ شمساً
في حضن العباءة
حتَّى إذا ما الزاهدُ
صادفَ نوره
سحرهُ الجمالُ
فألقى رداءه
هي النور إذا سرى
هي للعشق سرَّه وبهاءه
بين سواد الليل وخِمارها
سكنَ البدرُ
وفي عتمةِ ثوبها يغفو الحنين
في ليلها مطر العيون
وآهات الواجدين
فيها شوق ولها رقة العاشقين
في عينيها غربة كلّ شيء لا تعرفه
في الليل يخرجُ القلب العاشق وحيدا
يمشي وحيداً دون علم
لأن العشق موتٌ آخر
لأن العشق غيبٌ آخر
تمشي كلّ الليل ساعة
تنسى أنها على مسافة قمر
تقول: لا تخشَ
اعبرني كما المطر
لا شبيه لها في الحسن
هي يوسف
كلّ المنى فيها
إنها المطلوبُ
كلّ الناس لها حريتها
إلا أنا المصلوبُ
ما زالت بداخلي
كبحة الناي الحزين
كلما طاف بيَ الحنين
بكى أناي على الأنين
إني أحبها بمثقال كونٍ بما حوى
ثمّ إني أحبها عمراً
وما نهاية العمر إلاَّ الفنا
فيا ساكن القلب
هل ما زلت تذكرنا ؟
أم أن بُعدك أنساكَ المحبِّينا؟
فتعالَ زرنا
إنَّ الحتف زائرنا
وإن لم تزُرنا
فكن للنفسِ حادينا
أنور مغنية 20 08 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق