الأربعاء، 24 مارس 2021

إدريس جوهري

 سلسلة  :  " حديث النفس " 🥀❣


من منا لا يملك  

علبة سوداء محصنة محظورة  

أو صندوقا سري للغاية ..

أو حديقة غامضة مملوءة بالأشواك

أو غرفا مخفية ، مظلمة ، مخيفة ،

ظلمات معمورة بجثث الموتى ،

والأشباح ، و أمراء الظلام ،

و الكنوز القديمة المدفونة 

في أعماق البحار ..

توجد .. تتواجد ،

في قلبه ، عقله ، نفسه ،

أو بيته ، بين الجدران ،

أو على هاتفه ،

أو على الحاسوب ،

أو خزائن بنكية ،

على وجه الأرض 

أو تحتها أو بينهما ،

نخبىء فيها 

عيوبنا أوجاعنا ،

أسرارنا خبائثنا

بل و خطايانا ،

وساوسنا ، هواجسنا ،

مخاوفنا ، شكوكاتنا ،

عشقنا الأسود و المحرم والممنوع ،

وفسادنا ، وجرائمنا ، وأوهامنا ،

تجاربنا ، الصدمات المؤلمة الحزينة ،

عقدا نفسية و سلوكية ،

أحلامنا ورغباتنا الحلوة 

المثيرة الجنونية ،

التي لا تعترف بدين 

أو عرف ، أو قانون ،

أرقام بنات الليل ، والحب الوهمي ،

و أسماء كل ضحايانا الذين سقطوا ،

في أحداث الطمع والمكر والخديعة ،

أقنعة مزيفة من كل الأنواع 

والألوان ، والأشكال ...

للحب والصدق و الفضيلة والنبل ،

والوفاء ، والصفاء ، والعطاء ، والإخلاص ..

نستحيي و نخاف أن نتعرى أمام الناس ..

أن يرانا أو يسمعنا أو يكتشفنا أحد ..

نخفي تلك الرسائل ، الصور ، الفيديوهات ،

و الصفات والعلاقات والأفعال ...

كل على شاكلته يسعى ..

فمنا الوضيع ، الخسيس ، الخائن ،

و منهم الدسيس ، الخبيث ، الحقير ،

و بيننا التعيس ، اللئيم ، الدنيء ، الماجن ،

كلنا يعرف إسمه ، عنوانه ، ألوانه في حديقته ..

ما بين البني القرمزي ،

و الأحمر الداكن ،

و الأخضر الزمردي ،

و أسود الغراب ،

و الرمادي ، و الأبيض اللألئي ،

أبواب كثيرة ، مختلفة ، متعددة ،

خشبية .. حديدية .. زجاجية ..

لكل واحدة منها مفتاحها ،

و رمزها السري الخاص بها ،

حتما يوما ما ستكسر كلها 

و تعرف أسرار طال دفنها ...🖤❣


                  @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا " 

                                            24/03/21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...