سأرحل عنكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأودع الكلمات
في العراء
وبلا غطاء
سأودعها تبابْ
واعلم ما فيها هباب
وزفيرٌ لا يدنو آهات
فلستُ بأوحدٍ
ممن ثنتهُ ملمات
ونوازلُ في حلكةٍ ظلماء
أواه .. أواه صدى صوت
علا الغبراء
لقد ذهب البريق
وشاق الطريق
ومُستدركٌ قد فات
كخلبٍ رمي الرماة
وغرامة مفروضة
فرضَ الجُباة
كحدوٍ بصحراءٍ
لم يُألف الانصات
سأرحل ُعنكم .. دون رجعة
سأسكبُ ساجما خمط المرار
بدمعة ...وادعو الرب بشفعة
كذبةٌ أفشوا
أنها زوبعة فنجان
نيام كخرافٍ بكتت فيها أذان
أبيتُ الطوى .. بقلب كسير أدمى
وذراعٍ حسير محسور لوى
وأقولُ لذاتي ... هل من حلٍ آت
فيأتي الرد .. هيهات .. هيهات
فينشرُ دهري أسل ٌ
وكلٌ في الحي بالكلل
كزغبِ فراخٍ لصقر ما أُكل
أُكلوا اللحوم ... ألفوا التخوم
فلا بقاءَ لما يُأُكل
أو نجاءٌ لمن أحتمل
بتنا حطامٌ من حطب
وسواعدٌ فيها التخشب والعطب
تُذبُ النوازع للغرير نُدب
رهجُ الغبار علا عينٌ عماء
وذئابُ غدر المارقين عواء
سأرحلُ نابذاً .. متلبثاً
متحيزاً حقن الدماء
والروح تُنذر للهباء
قد أقفلتْ أقفالُها غلقٌ عصاء
فلا حراكُ لأرجلٍ إفلات
صرمُ الرقاب لنا شتات
سأخلد رمس اللحد
وأخبر جدي بدمٍ قد نفد
واغنم في نوم التراب
واكلمُ الاجداث في الطيات
سأرحلُ عنكم.. بلا رجعة
أرحلُ عن أشيائي .. بلا عودة
أرحلُ عن كتبي .. دفاتري..
هدها الإعياء
أبعدُ عن صبحي .. عن ليلي ..
عن قلمي .. مسهُ الضراء
تلبسني ثوب الأعياء
أجد الذات يقبو بالخفاء
أركب راحلتي .. دراجتي
احوم الطرقات
وزفة عرس للفقراء مخذولة
ووجوهٌ بالحي ميؤوسة
بأن فلانٌ قد مات
أمست حياةٌ كالممات
وسواءٌ بهذا قد بات
في صحوتي .. في غفوتي
أكبت الخيبة الشقاء
لهيكل مر ناظري وبقٌ
وقتل صبابة من مغرمٍ ومقُ
تباريح الآسي ... حل البلاء
لم تعد نفسي لهذا بالبكاء
هذيان... خذلان
فاق المقنن بالأحزان
ونواح ثكلى...
قد غُلب النوح عواء
وطنٌ به غرباء
ظاهرٌ بات جلي
باطنٌ ليس خفي
اعتزالٌ ... باعتزال
كفة الميزان مالت باختلال
لا سواءٌ .. بسواء
قددوا لحمي شواء
أين ما كنا هواء
أين ما كنا سماء
مزنٌ ٌتسقينا ماء
قد تساوى الحال عندي
عشتُ حياً أو ممات
فبقائي دون جدوى
سأبث الرب شكوى
عالمٌ للغيب أدرى
هكذا الدنيا مضاء
ارحموني عند موتي بدعاء
وأذكروني عندما يأتي المساء
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق