فيئ الجدار
هناك في قريتي الحالمة
تحت فيء… ذاك الجدار
كان يجلس في الظل “ختيار”
أراه بعود يابس يخط الأرض
بالطول أحيانا وأحيانا بعرض
ويغنى بصوته التعب المتقطع
موال يردده كثيرا بلا ملل
لست أنا الوحيد بلا وطن
ولست الوحيد بلا.. مرفأ
هويتي “كارت تموين” مخرم
وشهاداتي “كواشين” بالية
رغم سنين التيه و المحن
ورغم سنه الطاعن يقرأ
ان مع العسر يسرين
فيجد قلبه للبلاد أقرب
في كل يوم يغتاله الشوق
ويحرق قلبه أتون الشجن
على ايقاع عكازه الذي يتكئ
عليه دائما يغني تارة حنين
وتارة أخري يتغنى بمجد الأولين
قلت : يا”شيخ” صفلي بلادي
التي رحلت أنت منها وأبي
قال مياهها عين الصفاء
وسهولها كانت منتدىللغناء
وروابيها هدية الله من السماء
ان قلت جنة فهي “عدن”
يفوح عبيرها مسك وعنبر
من ذا الذي يتقن وصفها
غير الطيور عند المغيب
وفي الصباح..الأبكر
مكتوبة حروفها بالضياء
ورجالها بشموخهم صافحوا العلياء
عكازي الذي أتكئ عليه
من فروع اشجارها الشماء
يدق قلبي مع نقلاته طربا
وأشم فيه رائحة الأنتصار
بلادنا لم يكن فيها تتار
لم يكن فيها الا الهنا والعمار..
وفي يوم لم أجده جنب الجدار
سألتهم قالوا أسلم الروح للغفار
رحل الشيخ وما زال عكازه
يرثيه و يروي عنه الأخبار
عرفت عندها لماذا كان شيخنا
يكره الليل دوما ويعشق النهار.
بقلمي :
محمد عوض قديح
غزة...فلسطين
0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق