الأحد، 28 مارس 2021

مريم كباش

 قصيدة سقى الله 

سقى الله عيشاً سقانا الحنانْ

وكأسَ المحبّةِ يسقي الزّمانْ

لقاءُ الأحبّةِ ودٌّ ودفءٌ

يناجي القلوبَ بلا ترجمانْ

ببيتٍ نعيشُ الحياة حبوراً

وحُبّاً يرفرفُ فوق المكانْ

ونعلو على النّاس في كلّ قولٍ

لنا القَدْرُ في كلِّ أمرٍ وشانْ

وحضنُ بلادي سلاماً يُهادي

كما الأمُّ تحنو وتهدي الأمانْ

دمشقُ تعانقُ فجراً ضحوكاً

وتشدو المآذنُ صوتَ الأذانْ

وفي غوطتيها النّسائم تسري

بعطر البنفسج والأقحوانْ

وهمسُ السَّواقي يوشوشُ سِرَّاً

يغازلُ طيراً على غصنِ بانْ

وللياسمين حكاياتُ عشقٍ

ووردٌ وفُلٌّ دعا للتّدانْ

إذا " بردى" غَرّدَ الماءُ فيه

على ضفّتيه تميسُ الحِسَانْ

ومن " قاسيونَ" تُطِلُّ عيونٌ

تضمُّ الشّآمَ بكلّ احتضانْ

على غرّة الشّمس تزهو بلادي

على هامها المجد والفخر بانْ

بلادي ! وأيُّ كلامٍ يفيها ؟!

وقد أعجز الوصف عنها البيانْ

ويقصرُ عنها بديعُ المعاني

لأنّ بلادي تضاهي الجنانْ

رعى اللهُ عمراً قضيناهُ فيها

وخمرَ السّعادةِ تسقي الدّنانْ

فلا الغيمُ يمحو ضياء نهارٍ

ولا اليأس يُلبِسُ القلبَ رانْ

ولم نكُ ندري بريب الزّمانِ

وأنّ الخطوبَ لظىً في الكيانْ

وذقْنا بعشرٍ عجافٍ هموماً

وتمضي اللّيالي بحلمٍ وثانْ

سنونُ العذاب طوالٌ ثقالٌ

وَشَيَّبَتِ الرَّأسَ قبلَ الأوانْ

بلادي تئنُّ أنينَ الثَّكالى

وترخي لدمع النّحيب العَنَانْ

تصولُ البلايا بسهم المنايا

تصبّ شقاءً هنا في ثوانْ

إلامَ الحروب تدور رحاها ؟!

وفيها الجميع خسيرُ الرّهانْ

فَتَعساً لحربٍ أباحت شقائي

وتبّاً لِمَنْ باعَ أرضي وخانْ

شجونٌ بصدري وصمتي وصوتي

وبؤسي وحزني بدا للعَيَانْ

إلهَ العبادِ ! فَصِنْ لي بلادي

فؤادي يناديكَ في كُلِّ آنْ

فهلْ للأماني بيومٍ سطوعٌ ؟

وتشرقُ بعد الأسى فرحتانْ ؟

أرى الشّملَ ملتئماً بعد بينٍ

ويصفو لنا الدّهرُ والعيشُ لانْ

حنينٌ بقلبي لماضي الزّمانِ

يعيد الهناء لنا بائتمانْ

نغنّي : سلاماً بلادي سلاماً

بحرف القوافي ولحن الكمانْ

ونشدو سناها بعالي سماها

دمانا فداها حماها مُصانْ

__________

على بحر المتقارب 

وروي النون السّاكنة 

ريحانة الشام مريم كباش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...