الخميس، 2 سبتمبر 2021

د.ثريا خيري

 (غيبوبة خريف العمر)

لزج مالح هذا العرق المتصبب فوق انحاء جسدي .. عطش رهيب جفاف احتل حلقي .. 

اعتقد الجوع يصرخ بأحشاء معدتي .

اتقلب اتفجع امسح بعصبية العرق من فوق عيوني وبقايا وجهي 

مبتلا ثوبي 

ثورة بشعرى الغجري 

ماذا كنت فاعله اخوض حرباً بحلمي

ام وقعت في بحيرة اشباح حزني 

العتمة تسكن جدران غرفتي

تأملت السقف لعل هناك نقوش ورموز مرسومة لدرب النجاة تنقذني.

حمى صيفية زارتني 

نبض يتسارع هلع وخوف وصراخ مكتوم بالصمت يخنقني 

طرقات خلف الباب ازعجتني 

اين الغطاء يدي الثقيلة تبحث عما يستر جسدي 

تبا رميت الوسادة الطرقات خلف الباب توقفت صوت رياح الصيف يراقص زجاج نافذتي.

تنفست بعمق حاولت استرداد قوتي 

تقلبت اوراق وصور وجهاز ارسال مرميا قربي 

مكسور قلمي 

اعتقد كنت شرسة اقاوم بشدة شبحا ما آثار هدوء نومي .

احاول النهوض دوخة خفيفة صاحبها خدر وثقل وضعف اطرافي .

اين ضوء المصباح ظلام كل ما حولي 

مشيت خطوة تعثرت بثيابي واوراقي وحتى علبة المكياج الصغيرة وزجاجة عطرى .

فوضى عارمة من حولي 

صوت طفل ما يناديني 

ذكريات تمر بمخيلتي 

صور ابي اخوتي وقصة مغامرات احلامي

استفيقي . كأن يدا باردة تهزني

أابكي . لا اضحك بجنون ربما لا اصبحت مقعدة ام الجنون اصابني .

شفتاى ترتعد رغم حرارة الصيف وموجة برد فجأة جرفتني.

احسست بنغزة إبرة باردة نالت من يدي 

فتحت ببطء عيني 

طيف حنون كان يقف قرب رأسي 

جدران بيضاء ورائحة الدواء وجهاز يبث نبضات قلبي .

لمس الوريد الخافق يراقب خلف نظارته نبضي . 

الحمدلله على السلامه همس بها ليطمأنني.

ببطء حاولت ان افهم اين انا ماذا حدث ؟ ليتهم بالغيبوبة تركوني. 

دمعة حارقة فاجعة انهارت من عيوني .

انت بخير هكذا اخبروني.

لاتعلمون كم ثقل الندم والعتاب والحسرة اثقلوني .

أنا بخير نعم فبكذبة الكبرياء سجنوني. 

استفقت من غيبوبة خريف عمري مسحت الأدلة والبراهين من اسقط اوراق فرح ايامي وقتل ربيع احلامي. ؟! 

وقع الطبيب على ورقة بيضاء هاقد عادت من غيبوبة ونصف لها دواء النسيان وطريقة إكمال علاجي.

          ( أزف إليك الخبر )

      ( بقلمي. د.ثريا خيري ليبيا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...