■ أًنَا .. وَأَنْتِ .. والرِّيف ! ..
مَا لعيني لا ترى غيرك أنتِ
في زحامات المدينة ؟
وأنا تلطمني الأمواج
في هذي المدينه ؟
ما لهذا الحُسْنِ
في هذي المَدَائِنْ
يبدو لي مسخًا وقُبْحَا
رغم ما يبدو لغيري
من جمال يبدو سَمْحَا ؟
إنّني واللّه ما عُدتُ أرى غيرك انتِ
وبنات الحيِّ يحملن الجِرارَ ،
في طريق العيْن تمشين الهُوَيْنا ،
وقدود قد كستهنَّ النّضارة ،
رائحات غاديات في انتشاء وحبور ،
بقلوب غمرتها نشوة الحبّ الكبير ،
وعيون رانيات
لغدٍ حُلْوٍ مُنِير .
أينما كنتُ أراكِ
أسمعُ وقْعَ خُطَاكِ ،
فأسيرُ في الزّحامات
صوتكِ في أُذُنيّ ،
وجهك في مقلتي ..
قدّْكِ الممشوق يهدي خاطري
أحلى نغمْ ،
في ديارٍ نائيات
تحيا في خير النِّعَمْ ،
جمعت أهلا وقُربى
من أبٍ .. خالٍ وعَمْ ،
وصحاب بينهم كان صِبَايَ
في القِدَمْ .
أينما كنت أسير
قدُّكِ الممراحُ في الدّرب يسير
ونخيل باسقات وعصافير تطير ،
وقباب وديار ومَرَاعٍ و حمير ،
وطيور شاديات وشياهٌ وبعير ،
وثمار يانعات ومياه وزهور .
كَلِفٌ بالرّيفِ قلبي يعشقُهْ
وحبيبُ القلبِ ريفٌ حَالِمُ ،
بين نخل وعيون يرنو لي
ورمال هو فيها قائمُ ،
لا تلمني يا حبيبي انت لي
رغم بُعدي عن قريب .. قادمُ
لنعيشَ الذّكرى والحبّ معا
إنّني بالذكرى دوما حالِمُ .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق