السبت، 25 سبتمبر 2021

الانطباعات الأولى" بقلم/إبراهيم الديب

 "الانطباعات الأولى"


بقلم/إبراهيم الديب


بعد أن جلست في سينما ثقافة دمياط واحتشدت لمشاهدة فيلم  الفك المفترس وكانت هذه أول مرة في حياتي أدخل فيها  سينما  لم أكن أتجاوز الثالثة عشر...  بدأ الفيلم بعد أن أطفأت الأنوار  مبهرا مثيرا مدهشا فى كل شيء  عالم ساحر من الصورة لم أتوقع كل هذا الجمال والخيال الجامح لقد أستولى كل ما شاهدته وسيطر على من نفسى كنت ألهث وأحاول ما استطعت أن  أتابع  كل ما يحدث بعد تطور الأحداث التي تحولت للأسوأ بعد أن أفترس القرش أجمل فتيات الفيلم والتي هي جميلة رشيقة صغيرة نضرة والذي جعلني المخرج أن أراها بهذه الصورة التي تجعل المشاهد يتعاطف معها ويرثى لها...لم  أكن أعرف قبل دخولي السينما أن الصورة تشكل الوعي وجزء ومكون ثقافي له القدرة على تشكيل العقل، فلن تترك الصورة مشاعرك وأحاسيسك على الحياد لابد أن تكون مع أو ضد تحت تأثير تيار خفي وقوة ناعمة تتسلل للوجدان، هذا شأن كل عمل فني يتوغل لداخل النفس .... كان صوت الموسيقى التصويرية  يبعث على الخوف  يسحبني لعوالم من الرعب الشديد، أشهد لمؤلفها أنه يعلم مواطن الفزع والخوف للنفس الإنسانية ويلعب على أوتارها بمهارة وجدارة...من شدة انقباض نفسي أتحسس من بجواري فى محاولة للاطمئنان فى نفس اللحظة كان من بجواري يفعل نفس الشيء لنلتقي في منتصف المسافة باحثين عن نواصل يعبد لروحنا الأمان لأنه صغير مثلي .

كانت مشاعري  موزعة مشتتة بين الإنبهار بأحداث وزوايا كاميرة لتصوير المدهش و المبهج  الذي يستولي بصرك شاخصا له،و المفزع حد توقف أنفاسك  في آن  بالفيلم الصدمة  أستمتع بالجمال حتي الذوبان في الصورة وأخاف وأفزع من أعماق روحي ليست هناك منطقة وسط من المشاعر تجعل العقل يسيطر على الانفعال فقد غاب تماما وتواري مفسح طريقاً للروح والنفس لتندمح حتى النشوة .. ما هذا العالم المثير ما هذه السينما ما كل هذه الدنيا كنت أتساءل  بيني وبين نفسى! أي شياطين اخترعوا هذا العالم الموازي ويتحكمون في المشاهد بل أصبح مادة رخوة لينة طيعة قابلة للتشكيل.

 ما زالي الرعب يسيطر على  نفسى حتى بدا واقترب أن تكون له اليد  الطولى بعد أن ألتهم القرش جميلات الفيلم و كل أبطاله الفيلم فى عدة مشاهد مرعبة مصحوبة بموسيقى تصويرية هي الأشد وقع ورعبا  على أذني منذ أن خلقها الله حتى أننى حاولت أن أتحدث مع من بجواري فأبى صوتي الخروج وظل حبيسا في صدري لم يتبقى من أبطال إلا آخرهم وغرقت السفينة ولم يتبقى إلا قطعة صغيرة من مؤخرتها تعلن لا محالة عن ابتلاع المحيط لها ثم يتناول البطل في محاولة أخيرة منه معلنا بذلك عدم فقدانه الأمل أنبوبة البوتاجاز ويلقيها على القرش فى محاولة يائسة من القرس للدفاع عن نفسه والنجاة يلتهما  تحشر بين ضروسه يتناول البطل البندقية قبل أن تهوى مؤخرة السفينة إلى القاع ويطلق منها عيار يصيب الأنبوبة التي تنفجر لتمزق القرش إلى آلاف من نثرات اللحم المتطاير فى الهواء ثم تأتى آلاف من الطيور تسبح فوق بركة الدماء ويفترسون نثرات لحم القرش بعد أصبح وجبة شهية لهم في عملية لتبادل الأدوار ...   لينحو البطل وأنجو أنا أيضا بعد أن عشت دور البطولة متخيلا أنني من قتلته أ؟!........و خرج صوتى أخيرا من صدري  وبدأت الحديث مع من بجواري...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...