أما آل ان نحذر من زمن ( الميو ... والعو )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلاماً.. سلاما .. أنا لا احمل خنجر الهدام الا بكلمات اتعبها زمن العجاف وحُسرت بكفي وقلبيّ الكسير .. وانا اتابع يوما على (النت ) بنظر الانضاء المتعب ابحث ما يستقيم به عودي واذا بي أرى قبالتي قصيدة عصماء ( ميو .. ميو .. انا قطه ..أمرأه احر من الشطة . لا تقربني مكتنزة كالبطة وابي قائدٌ بالشرطة ) مرفقها صورة ماجنة وقد بدأت هذه المعلقة بألف تعليق فوجدت نفسي بمنطقة صفرية أراوح و استشطت لذاتي فقد يكون الخلل بي ولا اعلم ما يعلمه غيري فأثرت أن اخط هذا لما أراه فيه نكوص وقد يرى غيري مما لا أرى ،بين الفينة والأخرى يطرح على مستوى الطبقات الأدبية دراسات حول القريض والحر فترى كل يغني على ليلاه ويقد شريان الأخر ويتعسف في قبول الطرف الأخر ولكل أسبابه الوجيهة في معترك التناحر فبات من يلج هذا المعترك يتعكز كالضليع بكسير والبصير بأعمى فبات للحمار قرن والثور لا يناطح فقد صدعت رؤوسنا وهذا ما باتت معاريه كوصف بهذا ، فقد ظهرت مدارس عدة ومنها مدرسة التقليد المجرَّد من الموهبة الشعرية فأصحابها هم الذين عكفوا على محاكاة الشعر الذي دار في فلك العصر، فقد ساد فيه الضعف الفكري والركود الأدبي، وضحالة الثقافة، وخمود العاطفة، وبلادة المشاعر والأحاسيس، مما كان له آثاره الهابطة على الفكر والأدب، فاصطبغ الشعر بالتكلُّف والتصنُّع، واشتدَّ الغرام بألوان البديع الباهتة، وازدادت المبالغة في التصوير، حتى زاغ المعنى وضلَّ الهدف، وتكاثف الزخرف في الأسلوب وأثقال الزينة، فناء بحمل المعنى المراد، مما أدَّى إلى فقر ساحة الأدب والشعر، وجدب المواهب، وانهيار الذوق الأدبي، والجمود في الشعر، تسرَّبت سمومه القاتلة إلى شعر المقلِّدين وبرزت مدرسة أخرى هي مدرسة المحافظين وهم الذين اتخذوا منهج الفحول من القدامى مذهبًا في شعرهم، فحافظوا على نظام القصيدة القديمة، وعلى عمود الشعر العربي فيها، آخذين جزالة الألفاظ، وإحكام التراكيب، ودقة الأساليب، وروعة التصوير، ونبل الغرض، والاهتمام بالهدف والمضمون، والتزام الوزن والبحر والقافية، والتقارب في التشبيه، وقرب الاستعارة، ، ثم الخيال القريب المألوف، ثم الكناية المشهورة والبديع الذي يأتي عفوًا من غير قصد وعلى سبيل الندرة، وإشراق الديباجة، وروعة الاستهلال، ولطف الانتقال، فالأصول في عمود الشعر هي تلك التقاليد الفنية الموروثة في استخدام اللفظ والمعنى والخيال والصور والوزن والقافية، ، حتى صارت هذه التقاليد الفنية الموروثة عرفًا متبعًا، ومنهجًا متوارثً لا يحيد عنه الشاعر، أما اللفظ فيقتضي الجزالة والاستقامة والمشاكلة للمعنى وشدة اقتضائه للقافية، ومعنى جزالة اللفظ ألَّا يكون غريبًا ولا سوقيًّا مبتذلًا ، ومن واقع طبيعة البيئة العربية تشكَّلَت لهذه المدرسة خصائص فنية تدل على مذهبهم الأدبي، ، ورغم ما يتفق عليه من محافظين او مقلدين او مجددين يندرج تحت مظلة ما يسمى شعرا" رغم تعسف البعض لاعتبارات معينة اغفل بها تقادم الزمن وانضاء اللغة المقصودة بتجريح ارث امة والعجمة من خلال ثقافات مستوردة فقد اخذت منا مأخذا في غياب مرتكزات المذهب الادبي وتنامت مدارس اخر ، فظهر الشعر الحر لما احدثته ظروفا فبات يناسب واقع تراه يتشبث فيه ويدافع عنه رواده ومعتقديه فينتحون شعرهم من معينه، ويصبون وابلهم من براكينه الملتهبة، وينساب تصويرهم الشعري من القيم الفنية والحجة بهذا التعبير عن ذات الشاعر، وتصوير أحاسيسه ومشاعره الذاتية،. وشيوع الشكوى والألم، والحزن والمرارة، والكآبة والتشاؤم، والعزلة والغربة. والاندماج في مظاهرها، ، والترنم بالريف الساحر البسيط. والدعوة إلى أدب جديد، ينصف الطبقة المظلومة من أي نوع من الظلم، ولو ظلم النفس لذاتها، وهذا يحتاج إلى الخيال المحلق الجموح .والتمرد على النماذج الشعرية القديمة، بمعنى الحرية في المنهج والموضوع والتصوير والقالب، فليس عندهم موضوع صالح للشعر، وآخر غير صالح؛ لأن الشاعر يسجل ما يراه؛ لأنه يرى ما يسجلوه و تحطيم قواعد الشعر الاتباعي "الكلاسيكي" القديم، والهيام بالشعر الغنائي العاطفي. و تفسير النص الشعري مرتبطًا بصاحبه الذي ابتكره؛ والانسجام في الإيقاع والنغم ،والابتعاد عن الأسلوب المباشر، والهيام بالوحي والإيحاء في التعبير،. والتحرر الذي ينشده في شعره قد ينسيه قواعد الأسلوب الصحيح، فلا يستيقظ في شعره عن أخطاء أصابته من ناحية اللغة والاستقامة والفصاحة والأسلوب والعامية، ويسير الشاعر أغوار نفسه، ويعشق التأمل حول الجزئيات العميقة، ويجعل من الحبة قبة. وكما يدعون بأنه يتسم بالعالمية في تصوير الجوانب الإنسانية والقيم الفاضلة والأخلاق السامية. هذا بعضا من حجج كل مدرسة بما تراه داحضة لمن يضد تيارها ، بقي أن نعرف بين هذا وذاك ( عمودي ،حر ،منثور ،ومضة وقشفة وهايكو ... الخ . كل على مذهبه يحتكم لما يراه ومن قنع بما هو فيه قرت عينه فمن نصدق وأي منحى نتخذ في صراع كهذا فمن عرف بالصدق جاز كذبه ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه وكما يقال ما أنت إلا مثل سائر يعرفه الجاهل والخابر فهل لنا من خيار .. الله اعلم في زمن التطور التقني النت ووسائل الأعلام فلا يعرف ما يراد بعد ان ضاعت الطاس والحمام إلا بقرين شيطان يقلب مواجعه ساعة يصرعه وساعة يصرع شيطانه فيصبح ضمأن وفي النهر فمه . فهل بات ( العو .. والميو ) من نحتكم له أمل إن أوفيت بما اعلم والله اعلم وان قصرت كلماتي أمل العفو وهذا رأي واعتز بمن يدلو بدلوه فيقطع الرشاء مني ويصحح ما لا يستساغ بقولي .
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق