يا غائبا
يا غائبا هلّا رحمت مُسهداً
في حيرة من أمره يتوجعُ
مذ غبت غابت بسمتي وبشاشتي
محتار في أمري فماذا أصنعُ
أخشى عليك من الزمان نوائبا
أو عارض لمجيئكم هو يَمنعُ
أَتُراكَ مني غاضبٌ أو عاتبٌ
من سوءِ فعلي قد أتتكَ مواجعُ
مسترجع ما قد كتبت لَعَلّني
فيما كتبت أسأت وأنا أُسرعُ
قل لي بربك إن أسأت فإنني
لمعاقبٌ نفسي بما لي يردعُ
أنزل علي ما شئت أنت عقوبة
لكن لا تبقى بعيدا تَقبعُ
أوما علمت بأنني لمعذبٌ
مترقبٌ من أي أفقٍ تطلعُ
أشرق فإن القلب بالنار اكتوى
بغيابكم ضاقت عليه الأضلعُ
أشرق وهَبنِي رشفةً من بلسمٍ
تحيي رميم الروح تُشفي المُوجَعُ
انا ما هنئتُ بمطعمٍ أو مشربٍ
والعينُ في أرق فجفَّ المدمعُ
أتظن أن مشاعري لك مزحةً
وبأنني عَبِثٌ بها أستمتعُ
كلا ولكني بُلِيتُ بِحُبِكُم
قلبي سواكم لا يرى أو يسمعُ
فأنا السقيم وروحه في حبكم
فالوصل يمنحها وهجراً ينزعُ
فأنا الغريب أنا المُشرد جئتكم
فردا وما لي عندكم من يشفعُ
إلا فؤاداً بالمحبة صادقاً
ونقاءُ قلبٍ علَّ ذلك ينفعُ
......
كلمات الشاعر طه الظاهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق