الاثنين، 13 سبتمبر 2021

بقلم ربيع دهام

 (نـــــــــيــــــــنــــــــار) 


طفلةٌ جميلةٌ

أحبؔتْ أن تذهبَ

 لحديقةِ الوردِ مشوارْ

طفلةٌ إسمها نينارْ

لم تكُن تدري

لم تكن تعلم 

أن وطن الطوائف

قد أخذ عنها القرارْ

لا حدائقَ

ولا أفراحَ

ولا حباً  ولا أزهارْ

رسماتُ القلوبِ 

ممنوعةٌ في بلدي

بقانونِ السلطةِ  

وقانون الهيكلِ

وقانونِ المالْ

 مَن؟

من في دنيا النَكَدِ

 يحتاجُ لباقةِ أشعارْ؟

هدّدوها 

دجّنوها

وبالأعراف والتقاليد سيّجوها

طفلةٌ جميلةٌ

حلوةٌ صغيرةٌ

أحبؔتْ أن تذهبَ

 لحديقةِ الوردِ مشوارْ

طفلةٌ إسمها نينارْ

أوقفوها على مذبح الهويؔة

سألوها :

"إسلامية أو مسيحية ؟"

"مارونية أو شيعية ؟"

" درزية أو سنيّة ؟"

وكيف لها أن تعلم

وكيف لها أن تدري

وهي التي تنظر إلى العمرِ

ببراءةِ أطفالْ

كل ما تدركه

وكل ما تعرفه 

وكل ما تحفظه

أن إسمها نينارْ

أمها التي علؔمتها 

كتابة الحروفِ

كبؔلوها بصفحاتِ المُلكِ

وربطوا عنقها بزنؔار

وجرجروها مثل الضحية

عربونَ وفاءٍ

لإله المطبخِ والسريرِ

 والنارْ

أفرغوا عن وجهها حريؔتها

قضموا طفولتها

وخيؔروها 

خيؔروها أن لا تختارْ

هي امرأةٌ 

هي تابعةٌ

وليست أبداً

من صنفِ الرجالْ

وابنتها  طفلةٌ جميلةٌ

حلوةٌ صغيرةٌ

أحبؔتْ أن تذهبَ

 لحديقةِ الوردِ مشوارْ

طفلةٌ إسمها نينارْ

جنائنُ الزهرِ مغلقةٌ 

يا صغيرتي

قد سرق ترابها

ناهبٌ وحاكمٌ وسمسارْ

وأقام على ضريحِ موتِها

عشرين طابقٍ  وجدارْ

الطابق الأول لحراسه

والطابق الثاني لكلابه

والثالث لخدمه

والرابع لحشمه

والخامس والسادس والسابع

 للصرصارْ

وما تبقؔى من طوابقَ

أسكنَ فيها 

نساءَ جميلاتٍ

إختصاص كل واحدةٍ منهن

ما تحت الزنّار

فانتبهي يا صغيرتي

واحترسي

واهربي

وتمرّدي

تمرّدي يا نينارْ

يا صبيةً صغيرةْ

يا فيتةً جميلةً

أرادوا أن يقتلوا طفولتها

في أول المشوارْ


( بقلم ربيع دهام)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين الجدرلن بقلم عمر طه اسماعيل

 بين الجدار وذا الجدار حكاية  وحكاية وخواطر ورواية وتدور من حولي الحروف فأنتقي  بعض التي تجتاح قلبي جمرة وتحط في سطري القوافي كلما  زار الحن...