* * * هنا خلف الرّياء * * *
كملاك يبارك نزول الغيث
أمشي الهوينا
على جمر جسد يحرك الملح
حتى يحافظ على طعم المذاق
بشفاه باركت تلوّن الموائد
على سرير يحمل الغبطة
من فصول تنازعت باكرا
في كؤوس النشوة
قبل بزوغ العناد
هنا على مرمى شهقة
صرعت الفتنة
عيونا تكسرت
على قمر من رخام
هنا أتحسّس جسدها
بما تبقى لدي من حواس
كمن يفكّك فتيل قنبلة
جثت طويلا في الظلام
هنا يسكن الخمر
بخصر قصيدة
لم يكتبها العاشقون بعد
و لم تسافر في بحور أي جزيرة
و لم تمسسها يد القبائل العربية
و لم تلفحها نسائم الحرية
بشطآن الدول الغربية
هنا تتعالى صرخات
و تكمم أفواه
و يقبّل كل مارد
طقوسه الوثنية
و تشرد أسراب الحمام
في عناوين لم تكن أبدا جغرافية
إنما بوجه امرأة خبرت
مكامن القيض
فأشعلت الكون مزهرية
و تعطرت من كل أفق
لتنثر الفجر جموحا
على سفوحه البربرية
هنا
بغير فصول
يثمر التوت
و يورق البرتقال
و تتفتح أزرار اللوز
و يحضن قصرا كل وريد
خضرة العشب
لتركض عليه الجياد
مثل الريح بكل الوهاد
و يغدو خصرك احتلالا
و شعرك قتالا
و يديك اعتقالا
و عينيك زناد
فأين يسقط ظلي ؟
حتى أتجرّد من جميع الأسماء
التي أورثوني
و أقشّر ضباب الصّهيل
الذي علموني
و أؤسّس نقيضا لما أبدعته
حراشف الرياء
و أسقط شهيدا جديدا منّي
كلما أومأت لي
بحروف النداء
~ طاهر الذوادي ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق