الاثنين، 6 سبتمبر 2021

أبو مصطفى آل قبع

 ما هكذا بلقيسُ نُورد بالأسى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل كان ظنُك بلقيس صدق الهدهد ... ام هل أتاك بكذب زائفٍ كي تهتدي

فما من رسولٍ إلا أزاح غشــــاوة ...  وغيُ الجــهالة بالطغــيان من أمـدِ

فقال الذي عـلمُ الـكتاب له آتــــــى ... بطرفةِ عينٍ أؤتيك عرشاً مــرتدي

فما ملكت لعرش كان عزله واصباً ... فقد اتاه الله خيراً مما اتاك بعسجدِ

فرهت لها قــدمٌ الولـــــوج بلُجـــةٍ ...  قوارير صـرحاً بذاك الـعز مُـمردِ

فتوهلت في رفــــع ثوب خـوضها ...  والساق يُكـشف بالأميـرة مُـــعمـدِ

فما زاغ من نظرٍ كيما يراك غواية ... خبثٌ لشيطان غوىَ بالمــكرِ ينــفدِ

يا أُخت بلقيس الــسراب مــــضللاً ... عطشُ الأوام بحرِ القيض نـجتدي

فهل نــــظرة ممــــا أُراه ولا تـرِي ...  لملحٍ يلظ الجرح بالآهات من بُـعد

كطيش فراش بقرب النار غِشـمهُ ...   يظن بـــسعي الحــائمات الى وردِ

فنطفأُ عـين بالبصـــيرة عن رؤى ...  وتُصم اذانٌ بســمعِ الوجــدِ مُوجــدِ  

قد جاء يشكو بقدِ القلب من ولـــعٍ ...  مــما تلـظى حــــريقاً شـــب بالكـبدِ

فشكى قضاء الدهرُ مـا أجفـــى به ...  قد لُفَ طــــــــوقٍاً خــانقٍاً ومـــحددِ 

طريدُ الزمان بالصــبابةِ قــــد سلا ...  والضيقُ مرتـهنٌ كالبحـــر من زبدِ

اكـدى بحــرقٍ كالمـراجلِ إن غلت ...  حرقُ الحشـاشة غــليُّ الـنار مُوقدِ

فأرتد صوتٌ في الفناء به الصدى ...   صُـرمت حبـــالٌ بالرقـابِ تُصـــفدِ

متوسلاً هل من مجيــــبِ لســؤله ...   نظرٌ تغــشى بـــالقــرينة تُــــــرمـدِ

مستوحشٌ مما اعتراهُ من الضنى ...   والهجرُ خيـــــم حلكةً بالـــندِ من ندِ

فراح مضطرب اللواعج مـا حـــدا ...  بنازلةٍ القت بـهـــامِ الهـــم والــكمدِ 

مثلُ الغريق منازعاً بالموت قــشةٍ ...   به رمـق المـــــشيعُ بـالزفـير مُـهددِ 

حتى استجار كحوتٍ ضاق بحـــرهُ ...  فُزفَ بعرسٍ ثوبـــهُ الأكفان واللـحدِ

فهل يكفيكِ رمسٌ باللحود لعـــاجزِ ...   سرٌ بــقبرٍ في الصـــــدور مُــؤصدِ

فتصارع الأغلال ما انــفك قيـــــدهُ...   فغُلب أمــراً ما رأى بالحي من مددِ

ومختلبٌ قد ضـاع مفتـــرق النوى ...  وكما الرضـــــــيع لثـــــديّ الامِ فاقدِ

فاترك هوى النفس وأذرف دمـعةً ...   فالشــوك يُجبلُ بالإيــــــذاء مـن مـددِ  

وأنف لمن حــــط العــثار بمــسلكٍ ...  وأسلك طريــــــقاً للنـــــــــجاة مُجددِ

ما هكذا بلــقيسُ نُــــورد بــالأسى...   خمط الــــــــمرارة دُس السُم بـالشـهدِ

أبو مصطفى آل قبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين الجدرلن بقلم عمر طه اسماعيل

 بين الجدار وذا الجدار حكاية  وحكاية وخواطر ورواية وتدور من حولي الحروف فأنتقي  بعض التي تجتاح قلبي جمرة وتحط في سطري القوافي كلما  زار الحن...