هذه مشاركتي المتواضعة :
ماذا تريد ؟! ____________________البحر : الكامل المقطوع
يا قلبُ فيكَ مجاهلُ الأكوان ___ وتريدُ إبحاراً لكلِّ مكانِ
ها أنتَ تحيا والخرابُ معربدٌ ___ في كلِّ قطرٍ قد قضى بجبانِ
أوما رأيتَ من الحروبِ دماءها ___وتهالكَ الأرواحِ في الأبدانِ
وعلمتَ أنَّ الحبَّ طارَ معَ الجوى___كالّلحنِ يعلو في فضاءِ العاني
ودعتكَ كُلُّ فضيلةٍ لسمائها ___ فسعيتَ ترجو رحمةَ الدَّيانِ
....................
يا قلبُ قد ترجو وفاءَ مُقرَّبٍ ___ إنْ ساقهُ قدرٌ إلى الأعيانِ
ورأى عيونَ الحقِّ تُقلعُ بعدما ___بصمت على زورٍ كبارُ بنانِ
وتأرجحَ الفكرُ المهدَّد بالنَّوى ___وتطايرت صُحفٌ بكلِّ لسانِ
ماذا تريدُ وقد حصدتَ زراعةً ___من قبلِ نضجٍ كانَ بالإمكانِ
وتسارعت منكَ الحروفُ لتحتمي ___من سارقِ الأوفى من الأذهانِ
.....................
ماذا تريدُ وقد رأيتَ خريدةً ___ حبستْ بلا ذنبٍ ولا تحنانِ
وتركتَ إنصافاً لها من ظالمٍ ___ ذبحَ الفؤادَ وصالَ في الأركانِ
ماذا تريدُ وقوَةٌ مجنونةٌ ___ تلقي البلاءَ على الضَّعيفِ الفاني
ماذا تقولُ وكلُّ علمٍ محدثٍ___ لا يرتضيهُ مرتِّقُ الأكفانِ
لا للتَّحرُّر من قيودِ أعنَّةٍ ___ أهدافها قطفَ الزُّهورِ لجانِ
.....................
يا قلبُ مالكَ لا تريدُ مداهناً ___قد جالَ في سعةٍ بلا أردانِ
وتصدّ كُلَّ منافقٍ يدنو بما ___ يرضي المحقِّقَ بعدَ كلِّ بيانِ
أوما علمتَ بأنَّ وصلي شائكٌ___ رغمَ العناءِ أعيشُ كالأسنانِ
لا لن أُكلِّفَ من أتى كمساند ___ من عفَّةٍ أمضي بكلِّ جنانِ
إنِّي أردتكَ أن تحوزَ تعافياً ___ من كلِّ وهمٍ إن طرا بثوانِ
.....................
يا قلبُ أغلقْ كُلَّ عينٍ للهوى ___وارْجُ الرِّضا من مكرمِ الإنسانِ
بالودِّ تسقي للعروقِ رجاءها ___ وتديمُ وصلاً لا يزولُ لبانِ
والخيرُ بذلٌ للفضائلِ والجنى ___ والحزمُ إمساكٌ بكلِّ عنانِ
والصِّدقُ يبرأُ من كذوبٍ خاسرٍ ___ والحلمُ قد يزهو بكلِّ أمانِ
والصبرُ مفتاحُ المغاليق الَّتي ___ لم تمتلك حولاً لكلِّ أوانِ
.........................
يا قلبُ فاهدأ إن رأيتَ أحبَّةً ___ قد غادروكَ بغيرِ ذنبٍ جانِ
لا تبتئس إن عدتَ وحدكَ خالياً ___من كلِّ ما قد ينتمي لدنانِ
فالموتُ يهبطُ عاجلاً أو آجلاً ___ والحزنُ خسرانٌ بغيرِ رهانِ
دنيا تفرُّ ولا تدومُ لعاشقٍ ___ وتجودُ للزُّهادِ بالفتَّانِ
صلَّى الإلهُ على الحبيبِ وآلِهِ___والصَّحبِ ما دامَ العفيفُ يعاني
.....................
الجمعة 7 ذو القعدة 1442 ه
18 يونيو 2021 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق