■ ○ معلّقاتُ حُزْنٍ
على أبواب المدينة ○ ■
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
أَلَمٌ نحياه من بعد أَلَمْ ،
وهمومٌ تسري فينا ونَدَمْ ،
وجِرَاحٌ وتباريحُ سَقَمْ ..
إنّهُ جَوُّ المُدُنْ :
صَخَبٌ .. ضَوْضَاء
أَرْزَاءٌ .. مِحَنْ ،
تَعَبٌ نحياه
على مرِّ الزّمَنْ ،
لا الفُؤَادُ يستريحُ
لا البَدَنْ ،
سَاكنُو هذي المُدُنْ
في عِدادِ الموتى
من غَيْر كَفَنْ .
الضّجيح الأبديُّ
من صباحٍ لِمَسَاء ،
وليالي العُمْرِ تُقْضَى
في ضياعٍ وأَسَى ،
والدّروب المظلماتُ
بينها الخوفُ رَسَا ،
عَمَّرَ الحُزْنُ القُلُوبَوعلى النَّاسِ قَسَا .
تَبْحَثُ في النَّهْجِ عَمَّنْ
تستريحُ لِكَلَامِه ،
فَإِذَا النَّهْجُ طويل
رَابِضٌ تحْتَ ظَلَامِه ،
مُوحِشٌ ، خَالٍ يَئِنُّ
من تَبَارِيحِ سِقَامِه .
تَجْلِسُ في المقهى يوما
فإِذا النّاسُ حيارى،
وإذا كلُُ الوجوهِ
غَارِقَاتٌ في المرارة ،
هَجَرَ الأُنْسُ العيونَ
وعليهِا الحُزْنُ جَارَا ،
كلُّ ما في المقهى يأْسٌ
وانطواءٌ وخسارة ،
وعلاماتُ هروبٍ
من وُجُودٍ بَاتَ نارا ،
لمْ يَعُدْ فيه اختيارٌ
بين رِبْحٍ أوْْ خسارة ،
تركبُ الرّتل فيبْدُو
كلُّ من في الرّتل راقِدْ ،
طةطوإذا كلّ الجلوس
صَنَمٌ جَاثٍ وجَامِدْ ،
يبدو في عينيه خوفٌ
منْ غَدٍ مُرٍّ وحَاقِدْ ،
والتّناهيدُ تِبَاعًا
تُرْسَلُ من كلّ قاعِدْ ،
زفرةٌ حَرّى وأُخرى
تُحْرَقُ منها المقاعد ،
فترى الناس سُكارى
دَكَّهُمْ حِمْلُ الْمَكَائِدْ .
في الشّواطي والمقاهي ،
في الدروب والملاهي ،
كلُّ منْ في الدّرب شَاكٍ
يُرْدِفُ الْآهَ بِآهٍ ،
شَهِدَ الحُبَّ صَرِيعًا
بين قطعَانِ السِّيَاهِ ،
فَانْطَوَى يَحْمِلُ يَأْسًا
سَاكِتًا بالصَّمْتِ لَاهِ .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق