أنيس الهوى
===========================================
المرءُ مستأنسٌ بمنزلةٍ
بالشجو والهوى
شغوفٌ بوجدٍ والجوى
بشيطانُ عشقٍ بالخلابة
قد غوى
صممٌ بالأذن
والعينُ تُبلى بالعمى
والسهدُ غلقَ بابهُ
واللذعُ في روحٍ طوى
فإلي متى
وصلٌ تغشى
كالضباب سرى
أتلك المُنى
إلا لحتفٍ جفار الرمس
قد دنا ... ودهرٌ جفا
وهل يحنف الموت
عن اجلٍ قضى
ونزوة قد خالها
داءُ المخامر والنتف
فلا الهيامُ بنافعٍ
ذاك الشغف
بصور نفخٍ .. جُل الخلائق
هالعٌ ووجف
زمرٌ تُصف
زنجار لهو خالع للدف
وأنت الغريرُ بهذا واللهف
ها قد دنا المحتوم بالبشر
يوم التغابن والحشر
فأنت المراد بهذا
والله مجتبى
والعين شاخصةٌ لا مبكى
فلا دمعٌ همى
والروح من هذا ترى
والفاهُ تبلسُ من أنا
شبحٌ بأنضاءٍ خوى
نزق بالذات لا ترى
عذرا فهذا ما جنيت
فمن أنت .. ومن أنا
فاق المقنن بل طغى
وراحلة حتف المنون سدى
والعنق يصرم بالكلام
بما مضى
والشائكات بضيق في عرى
وسواد ماء في العيون وقر
والصدر في سر جهر
عجباً بعمر قد مضى
بالحلم والخبل
فلا رشاء لدلو
بالغرام ولا حبل
هل كان قلبك من دمٍ
أم كان من خـشب
أولم ترى فتحتسب
منْ مر قبلك بالضنى
ما مر من حُــقب
فبت أسيراً كالدمى
تشكو الآسى
والظن في حق البقاء سمى
فوقعت في حفر الضلالة مرهبُ
والكف خاو حسرة بل أجدبُ
إياك حسن الظن في عبدٍ كذب
خارت قواك مؤرقاً
لا من يُربت حانياً
والوعد في دهر غُلب
هل تجني من شوكٍ عنب
قد بت صُبار يُبس
بفناء عمرك تأنس
إبلاس فاهك لا تجب
هيا أحتسب
دهرٌ كذئب قد عوى
ليلُ الظلام سجى
وغل غليل كله شغــب
لا تقرب الواشين
جُلهم جرب
واعلم أخا أم
أن حان حين بها
لا رجعة أو قائل من ثم
أجلٌ قريب يقترب
فإلى متى في غمرة
للعشق تحترب
فأعلن حساب الذات ما بدى
واترك هواك بما خلا
وأحسب لكفك ما جنا
فغداً تدنو ليـومك من فنا
فلا أسل تدافع أو قنا
ببيض الذوائب أشـيبُ
أما كفاك لذاتٍ تُرهبُ
فلا مفر لهذا
أو تلوذَ لمهرب
فتلك الدنا عشواء ليل تُحطب
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق