( من روايتي الجديدة : "سبعةُ أحلام" )
- آهٍ لحب ذاك الزمان. كان إسمه حب
- كيف؟
- كنا نجلس على نارِ الوقتِ. نربخ كالدجاجات فوق بيضةِ الأحلام.
ننتظر أسبوعاً ، شهوراً ، سنوات ، كي تفقس البيضة ، وتخرج منها رسالة مكتوبة بخط الحبيب.
نقرأها بنبضِ قلوبنا. ننهشنا بجوعِ أشواقها.
نقبلها. نغمرها. نركنها كنزاً تحت بنك الوسادة.
نحفظها في جوارير أفئدتنا خوفاً عليها من تلفِ الأيام.
ذاك ... ذاك كان الحب يا صغيرتي.
- بل ذاك كان العذاب
- عذاب؟
- ما هذا الحب الذي عليك أن تتحمل جحيمه سنيناً كي تتنعم بفردوسه للحظةٍ واحدة؟
ما هذا الحب الذي يحثك على الصبر والشقاء ، وتحمل الحرمان والجوع من أجل عينيه. وحين ينتصب كملوك القصور أمامك ، بصحنه الشهي وحسائه الوفير، لا تستطيع أن تغرف منه إلا مقدار ملعقة واحدة؟
- قولي يا صغيرتي .هل جربت الحب للحظةٍ؟
- بل جربتُه على مقدار الساعة. هو في زمننا وفيرٌ يا أبي . بخلاف زمانك أنت.
- هل لكِ إلمام بأمور السلع والسوق؟
- وهل نسيت أنني درستُ الإقتصاد؟
- إذن تدركين أن السلعةَ التي تكثر كميتها ترخص قيمتها.
- لكن الحب ليس سلعةً يا أبي
- وأرجو أن تتذكري هذا دائماً يا صغيرتي.
( بقلم ربيع دهام)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق