خواطر سليمان... ( ٥٠٩ )
قد تطوق نفسك الي أمنية أو أمل كنت تتمنى تحقيقه ،
وحال الواقع ولغة المنطق بينك وبين تحقيقه ، رغم وجود إيمانك الذي يسبقك الي الله تعالى ، ولكن تستسلم وتقول ليته كان .
وتأملت مليّاً في حياة نبي الله زكريا ، وكيف أن نفسه تجيش عن حاجة راودته طيلة حياته ، ولكنها متعسرة بلغة البشر ...
نعم كم كان تواقا لأن يكون له ابن يحمل ميراث النبوة معه ثم من بعده ...
ويعلم كم بلغ من العمر !!
وأدركته الشيخوخة !!
والأدهى أن زوجته عاقر!!
ثم هو يتوق الي الولد وقلبه عامر بالايمان وهو نبي ، ورغم ذلك استسلم لواقعه ويأس من تحقيق أمله ...
ثم تستدركه لحظة ، وقف فيها مشدوها متعجبا ، كيف يحدث هذا ؟ وماذا يحدث عند مريم ؟
كلما دخل على مريم في محرابها ، وهي الخاشعة المتبتلة ، العابدة ، النقية ، الطاهرة ، وجد عندها رزقا ...
والأعجب أنه يجد فاكهة الشتاء عندها في قيظ الصيف ، بل ويجد فاكهة الصيف في الشتاء البارد القارس ....
كيف هذا ؟
من أين لك بهذا يامريم ؟
" فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا ...؟ "
آل عمران ٣٧
استميحكم عذرا بالتوقف احتراما لسؤال نبي الله زكريا لنبحث الإجابة غدا إن شاء الله ...
سليمان النادي
٢٠٢٠/١٢/٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق