الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

ـ رجاء ـ....... د. عبدالله دناور


ـ رجاء ـ
ـــــــــــ
كان القمر يتربع قبة السماء منتصف الليل وعندما مرّ ورأيته من نافذتي أرسل شعاعاً كأنما يلقي التحية ـ مساء الخير يا شاعري ـ فردّ القلب مساء الحضور الجميل يا منبع الأنس والضوء انتظرتك طويلاً أنا بجاجة أن تلقي نظرتك الحلوة على آخر جملة في القصيدة فأرسل شعاعاً آخر يتبين المعنى تبسم من عليائة علامة الرضا وراح يتوارى شيئاٌ فشيئاً خلف الجبال ملوّحاً بالوداع ..قال ..كنت أود المكوث أكثر.. أنت تعرف أنني أحب الشعراء فلهم فضل عليّ فكم قصيدة قيلت بحق أنواري ولكن أنت تعرف أن لديّ مواعيد كثيرة.. هناك الكثير ممن يحتاج شعاعاً من جدائلي الضوئية تنير خيمته المنصوبة في العراء هذه مهمّتى في ليالي الشتاء الطويلة أما الدفء فهي مهمة أمي الشمس الحنونة سأغادر لتطل من وراء الأفق و ترسل أشعتها لعلها تدفيء أجساد أطفالهم التي نخرها الزمهرير..فلا تؤاخذني يا صديقي.. وقبل أن يسقط وراء الجبال كالدمعة الحزينة أرسل شعاعه الأخير إلىّ.. قلت بصوت عال.. تمهل قليلا أيها المنير.. عندي رجاء.. قال هاته على عجل.. قلت..
أيها المنير..تحيّرني ابتسامتك جداً ..لا أعرف هل هي ابتسامة فرح من القلب أم ابتسامة سخرية.. يا صاحب الوهج.. أنت أقرب الكواكب إلى الأرض وتكشف أشعتك كل ما يجري بليلها الطويل من خبايا فأرجوك لا تنقل أخبارها وأخبارنا.. لا تحك أسراها و أسرارنا للنجوم..أرجوك.. أرجوك فلاشيء مشرف على الأرض أيها الوجه الضحوك وعجل بالإختفاء دون أن أعرف هل سمعني أم لا أو لربما أسرع حتى لا أبوح له بالكثير مما يشاهده ويعرفه.. أحسست من نظرته الأخيرة كانه يقول.. سامحك الله ياشاعري.. مع أنها مفضوحة فليس هذا من عادتي ولا من عادة الأجرام السماويّة النورانيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور 31/12/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...