() من المجموعة القصصية ()
(( قصص .. لن تسقط .. بتقادم العمر ))
.. بعنوان ..
* قالت = زوجتك نفسي *
( بقلم .. جواد واعظ )
قالت = زوجتك نفسي ..
نعم .. في زحمة تلك اللحظة .. ومرور الوقت مسرعا ..
وضجيج رحيلها المفاجئ .. قالت = زوجتك نفسي ..
كان القطار يهم بالرحيل .. عندما تلامست أيدينا ..
وكأنها الومضة .. أحسسنا .. بشيء غريب يخترق أوردتنا ..
ويقتحم نبض القلب .. المتسارع الدقات ..
كانت الأنفاس .. تخرج من أفواهنا ..
كألسنة اللهب .. التي توشك على الإنطفاء ..
ليتها كانت من النظرة الأولى .. بل ربما من اللحظة الأولى ..
قد يحدث هذا مع الجميع ..
في لحظة ما .. وزمن ما .. وشخص ما ..
وقد يجعلنا .. نخضع لأمور لا إرادية .. وربما لإمور إنفعالية ..
وقد يخدمك فيها .. الحظ .. والصدف .. والقدر ..
وقد لا يسعفك .. وربما تظلم .. !!
رفعت يداها الى وجنتاي .. وقبلتهما ..
حينما كان القطار يهم بالحركة ..
ليطحن تلك السكة الفولاذية .. تحت عجلاته ..
وبدأت المسافات بيننا .. تبتعد .. وتبتعد ..
وكأنها تسافر من قارة .. لأخرى ..
ولكن ماحدث بيننا .. كان كفيلا بأن يذيب ..
هذان الخطان المتوازيان .. لتختصر المسافات .. بيننا ..
كنت أنتظر عودتها .. وكان يكفيها .. انت تكون معي ..
بتلك الغرفة المتواضعة .. وبسريرها الموروث من جدي ..
وستائرها .. التي رسم عليها الزمن .. قصصا .. وقصص ..
ونافذة .. يطل منها القمر .. ولا يغادر ..
بات الزمن .. لا يرحم .. ليلي ..
أخبرتني بأنها قادمة .. سارعت لأرتدي تلك الثياب الأنيقة ..
التي كنت محتفظا بها .. عندما التقينا .. لأول مرة ..
كان صوت بوق القطار يقترب .. اكثر .. واكثر ..
تهيأت لملاقاتها عندما توقف القطار .. وبدأ الركاب بالمغادرة .
كنت أنظر بكل الوجوه .. ولكن .. لم أراها ..
لم يبق في المحطة .. سوى عمال النظافة .. وناظرها ..
أصبت بإنتكاسة رهيبة .. وحاولت أن أغادر المكان ..
ولكن قدماي تثاقلت .. عن المسير ..
وفجأة .. سمعت صوت مذياع المحطة .. ينادي بإسمي ..
جاء ناظرها .. وأعطاني رسالة .. فضضتها .. وقرأت ..
'' إعذرني يا حبيبي ..كنت أتمنى أن أبقى معك ..
ولكن رحلتي .. لم تكن اليك .. .. سامحني .. ''
غادرت .. منية الروح .. غادرت من قالت = زوجتك نفسي ..
مكثت .. بغرفة تلاقينا .. ك * أرمل .. زواج وهمي .. *
كانت .. وهما .. وخيالا .. لكنها كانت حلما جميلا ..
تزورني بين ليلة .. وأخرى .. بردائها الخمري ..
ورائحة عطرها .. التي مازالت تسكن .. مساماتي ..
كانت .. تطل علي من زجاج نافذة غرفتي .. المتكسر ..
حينها .. أصبح ذاك الوهم .. وذاك الخيال .. واقعا ..
واقع حلم .. رافق .. ما بقي من سنين عمري ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق