قصة قصيرة (حديث الصمت)
إنتهت الأم من أعمالها المنزلية وجلست في الردهة في إنتظار موعد كل يوم؛ وما هي إلا دقائق وتبعها الزوج وبعد أن ألقى عليها السلام جلس في المقعد المجاور لها وعندما نظر إليها وجد رقرقة بعض الدمعات في عينيها؛ فما كان منه إلا أن ربت عليها وطبع قبلة على جبينها ونظر كل منهما في ساعة يده وكأن كل منهما يذكر الأخر باقتراب الموعد فقد إقترب موعد آذان المغرب وبالتالي موعدها؛ وأوشكت أن تخرج من حجرتها لكي تتوضأ٠ تقابلت عيونهما صوب باب حجرة الأبن والذي فتح في هذه اللحظة ليكشف عن شاب وسيم متفول العضلات وهو الأبن الوحيد لهما؛ والذي إعتاد أن يغفو قليلا بعد عودته من عمله وتناول طعام الغداء، يضبط منبهه علي عقرب زمن الساعة بالتمام والكمال ليستعد لموعد الشقيقة الوحيدة ليذهب معها لحمياتها والأطمئنان عليها وحتى عودتها إلى المنزل؛ ألقى الأبن السلام على والديه مبتسما إبتسامة حزينة بسبب ما ألم بهم جميعا بسبب شقيقته؛ والتي منذ سنوات قليلة كانت كالوردة الجميلة؛ إعتادت الأسرة التجمع في هذا الموعد ما عدا يوم الجمعة والتي لا تخرج فيه شقيقته إلى موعدها المعتاد؛ فكان يتجمع ثلاثتهم ليشاهدوا التلفاز ويتجاذبوا أطراف الحديث.؛ لم تكن شقيقته تغادر حجرتها إلى للوضوء لأداء الصلاة في موعدها؛ والموعد اليومي المعتاد وفي هذه الاثناء إنسلت الفتاة من حجرتها وبعد أداءها للصلاة؛ فتحت خزانة ملابسها لتأخذ منها اللفافة وبعد أن تفتحها وتشتم رائحتها ثم تتحدث معها قليلاً وتعيد لفها مرة أخرى لتذهب وتستقل سيارة إلي ذات المكان على شاطئ النيل؛ ولفافتها لا تفارقها؛ فتجلس وتراقب بعض القوارب العابرة كما كانا يفعلان وأحيانا أخرى تظل تحدق في النهر وكأنها تسأله عن حبيبها الذي رحل؛ كل هذا يحدث وشقيقها يجلس بالقرب منها لرعايتها وإعادتها إلى المنزل وكانت تعلم أن شقيقها يجلس قريبا منها؛ يحدث هذا بعد رحلة العلاج النفسي التي مرت بها وفي نهاية المطاف إستقرت حالتها على هذا الوضع؛ ولم تكن اللفافة تحتوي إلا علي بنطال وقميص خطيبها وحبيبها والملوثين بدمائه بعد أن إستسمحت أم الفقيد الراحل أن تأخذهم وتحتفظ بهما ولم يكن الحبيب إلا أحد شهداء ثورة يناير
قصة قصيرة ٠ ٠ ٠
بقلم القاص والشاعر رشاد على محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق