الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

 من كتابي  مطارق على جدران الصمت

رغيف الخبز 

سمع الجميع نداء المنادي و هو يقول كل من يشعربأنه مسكين يأتي للقصر , فأسرع الناس زُمراً زُمراً ظانين أن صاحب القصر سيساعدهم و يمحو عوائزهم , لكنه جعلهم يهتمون بحديقته الخاصة و يجهزونها لحفلة خاصة به .

و لما أنهوا أعمالهم ؛أعطاهم بعض القطع النقدية، و قدم لهم بعض الخبز و الحلوى .

سأل أحد الأرغفة عن سبب تجمعهم، و عرف السبب فذهب فوراً لصاحب القصر و قال له :هؤلاء ادعوا أنهم مساكين  وأعطيتهم و لكني أنا المسكين الحقيقي، فماذا ستعطينني ؟ سأله صاحب القصر كيف تكون مسكيناً و كلنا نحبك و نرحب بك ؟ فرد الرغيف: إن الجميع يجري ورائي، و يتشاجرون من أجلي، و يتنافسون على امتلاكي؛ فتتناوشني كل الأيادي و تفتت وجهي الجميل المضيء و تمزقني أسنانهم بوحشية . رد عليه صاحب القصر:  هذا يعني أننا نحبك. أجاب الرغيف بل تحبون مصالحكم , إنكم إذا شبعتم ترمون لقماتي بأكياس الزبالة أو بجوانب الجدران، فبدلاً من ذلك اجعلوني هديةً لفقرائكم الذين يحتاجون تلك اللقيمات ,أليس كلامي صحيحاً ؟ .رد صاحب القصر من أجل مصلحتك لن نأكلك و سنضعك على الرف حتى يتمتع الجميع بجمال وجهك. و قام و وضعه أمامه على رفٍ بالحائط و لكن الرغيف رجع يشكو قائلاً إن وجهي الجميل قد تيبس وشاخ ارحموني لن أستطيع تحمل ذلك. فحمله صاحب  القصر و وضعه في كيسٍ من النايلون و في اليوم التالي مر عليه و سأله كيف حالك اليوم ؟ رد الرغيف إن جوانبي تظهر عليها بقعٌ رطبةٌ فظيعة تسمونها أنتم البشر بالعفن , أهذه آخرتي ؟ يا ويلتي ماذا أفعل ؟ فضحك صاحب القصر و قال له إننا نصنعك بأيدينا لا لتتذمر علينا و لكن ليكون مصيرك في بطوننا فإن الجميع يجري و يتعب لا من أجلك و لكن من أجل بطونهم فتلك طبيعة الحياة و داعاً أيها العفِن، و سألتقي برغيفٍ آخر أطيب و ألذ منك وأنت إلى مجامع القمامة و النفايات .

شادية دحبور/ الزعانين

فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...