دور النخب في ذاكرة التاريخ :
إن الدور المنوط بمؤسسات المجتمع الأساسية كلها" السياسية والإجتماعية والفكرية والاقتصاديه وغيرها والقادرة كلها على دفع المجتمع إلى مراحل متطورة دون أن يتهدد الوطن أي خطر بالإنهيار أو الأرتباك أو التوقف..
فإذا ما اردنا تحقيق التطور الشامل والمتكامل والبعيد يجب إعداد الجيل جيل الشباب والناشئة إعدادا علميا وتربويا وسياسيا وعسكريا واجتماعيا للوصول إلى مجتمع { متحرر..منتج..متعلم..منظم..ملتزم..
تسوده الحرية والعدالة الإجتماعية} ؛ فعلى النخب تقع هذه المسؤولية كضمانة للصمود والتطور ..ويجب على جميع النخب أن تتيح للأجيال معرفة حقيقية بالتاريخ وتجلو كل طبقات الزيف والتزوير ..وتحرر بوابات الفكر التي مازالت تسيطر على العصبيات الجاهلية والتاريخ المزور وهدم كل مخافرها القائمة في المؤسسات التعليمية من المراحل الدراسية الأولى إلى المرحلة الجامعية وكذلك الثقافة والإعلام؛ هي خطوة كبيرة على طريق إنجاز ما نصبو إليه جميعنا ومن شأن ذلك أن تغدوا سلاحا من أشد الأسلحة فعالية في معركتنا الحياتية المصيرية مع أنفسنا ومع عدونا.
إن التاريخ أشد التصاقا بحياتتا وأمانينا المستخرجة من هذا التاريخ؛ لذلك عمد الاستعمار والمتآمرين على امتنا على التزوير والتحريف وغمط تاريخنا وعملوا تمزيقا وتشويها وتحريفا لتعطيل ذاكرة الأمة وإبعادها عن تاريخها ؛ لتبدأ شخصية الأمة بالتفكك والإنحطاط والقعود والفوضى ؛ وتفرض علينا مناهج تعليمية من شأنها أن تبتر الشعب عن ماضيه لتغرس معلومات مصبقة الصنع جاهزة لتجعل منا أطرافا متناحرة يقتل بعضنا بعضا..
إن الأمم المتخلفة والمتقدمة تتساوى جميعا في تكييف علم التاريخ لمتطلبات التربية الوطنية وهنا يجب على النخب خاصة المثقفة منها:
١) إبراز الإيجابيات الفردية والجماعية في تاريخ الشعب والأمة.
٢) انتخاب الوقائع التاريخية الأقدر على التأثير في خلق الإنسان الجديد.
٣) الغوص خلف الحقيقة التاريخية خلف القضية التي نكافح من أجلها والولوج الواعي إلى وجودها الموضوعي ومنطقها وجوانبها النيرة وإيمانها العميق بمقدرة الشعوب.
لأن حقيقة الأمم والشعوب تكمن دائما في دور النخب من خيرة أبنائها الواعين لمصالحها وظروف تطورها والمناضلين من أجل قضيتها وانتصار حقيقتها والمعبرين عن صمودها أيام النكبات والمحن.
" إن صمود الأمم بجماهيرها هو الذي يفقد انتصار الخصوم كل بريقها؛ ثم يحولها إلى هزائم ..ولنا في تاريخنا دروسا بالغة في هذا الشأن".
الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق