غازية الفؤاد
وهَباتُ عِطرٍ لا يُقاوَمُ ريحها
إذا مسّت القلب العليل تنهّدا.
فيَنهال عنه الشوق من كل جانب
ويُرديه في سجن الهيام مُصفّدا.
إذا ما بَدت للعين رَفرَف خافقي
كأنّ بنبضي راح في الجو صاعدا.
أرَتب أفكاري فينساب نَسجها
كما ارتَدّتِ الأشعار في خَلَدي صدَى.
ولمّا دَنَت دَلّت عليّ بِهُدْبِها
فغادرني لُب الكلام وعربدا.
فَصِرت كطفل زَلّ عن خيط حِفظِه
وليس له من فخِّه اليوم مُنقدا.
وقد غاصَ في حَكِّ الأناملِ كَفُّهُ
وبؤبؤُه في الجو يسرح شاردَا.
ومن فَلَج الأسنان جادت ببسمة
ومن وَجنتيها مًدَّ شوقٌ لِيَ اليدا.
وخلخالُها في القلب دَقَّ رنينُه
فَراقَصَ خالاً أيسَرَ الأنف سَيدا.
تربَّع فوق الخَدِّ للحسن آيةً
إذا ما بدا للعين، خالتْه أربَدا.
وكُحلٌ يلُف العين بالغَمزٍ ساقني
لمِحرابهِ عَمدا ، لكي أتعبَّدا.
فأصبحت مسلوبَ الإرادةِ أوْلَقا
أُراقب آذان العيونٍ لِأسجُدا.
بقلم الشاعر:بودر أبو بسمة.المغرب.
5\12\2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق