الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

مقالة بقلم

 مسرح وأدب العصر الفكتوري فى بلد الأمَّتين

Victorian theater and literature in the country of both nations

By The Egyptian Writer

Dr. Tarek Radwan Gomaa

أصبح جون درايدن أشهر شخصية أدبية في عصر عودة الملكية بعد موت ميلتون عام1674. كتب في الشعر والنقد الأدبي والمسرحية الشعبية. نقل درايدن ولاءه من البيوريتانيين إلى المَـلكيَّة المستعادة. وفي أواخر أيامه حَوَّلَ ولاءه الديني من الكنيسة الأنجليكانية إلى الكاثوليكية. ويعكس الكثير من أشعاره هذه التحولات السياسية والدينية. على سبيل المثال، فإن قصيدته الظبية والنمر (1687) يعلل درايدن تحوله إلى الكاثوليكية.. إضافة إلى ذلك، كتب درايدن بعض أجمل النقد الأدبي في الأدب الإنجليزي، وعمله مقالة حول الشعر المسرحي (1668)، الذي يحتوي على تحليل رائع لعمل شكسبير.

وكان الهجاء واحدًا من أكثر أنواع الأدب شعبية خلال العصر الأوغسطي. وبالرغم من تركيز هذا العصر على العقل، إلا أن معظم أشعار الهجاء كانت لاذعة وشخصية، وبناء عليه، غير معقولة. وكان أشهر كتاب الهجاء في هذه الفترة جوناثان سويفت في النثر وألكسندر بوب في الشعر. هاجم سويفت التفاسير المختلفة للنصرانية في حكاية المغطس (1704). كما سخر من جدل الساعة الأدبي في كتاب معركة الكتب (1704). كان هذا الجدل ساخنًا بين الأدباء الذين يفضلون المؤلفين القدماء وأولئك الذين اعتقدوا أن المؤلفين المحدثين أفضل. وهاجم سويفت الرياء الذي وجده في الملوك والبلدان والعلماء في رحلات جليفر(1726)، والذي يُعد أشهر كتب الهجاء في اللغة الإنجليزية.

سخر بوب من تصرفات المجتمع المتمسك بالأزياء الحديثة في اغتصاب خصلة الشعر (1712-1717). كما كتب بذكاء لاذع عن مؤلفي زمانه وعن كتبهم المملة في ذي دنسياد (1728-1743).

كما يعتبر تطور الرواية من أعظم إنجازات الأدب الإنجليزي. ويمكن العثور على جذور الرواية في كتب دانييل ديفو. فقد كتب ديفو قصصًا واقعية تتألف من حوادث مهلهلة تم سردها بوصفها حوادث حقيقية. إن كتابيه روبنسون كروزو (1719) مول فلاندرز (1722) تشبهان الروايات، غير أنهما يفتقران إلى الحبكة المترابطة المميزة لذلك النوع من الأدب.

أصبحت فكتوريا ملكة بريطانيا عام 1837؛ واستمر حكمها، الذي يعتبر الأطول في تاريخ إنجلترا، حتى عام 1901. وتعرف هذه الفترة بالعصر الفكتوري. شهد العصر الفكتوري تغيّرًا عظيمًا في الإقتصاد والإجتماع والسياسة، حيث وصلت الإمبراطورية البريطانية إلى أوج عظمتها لتغطي حوالي ربع الكرة الأرضية. لكن بالرغم من رخاء العصر الفكتوري، إلا أن عمال المصانع والمزارع كانوا يعيشون في فقر مدقع. وهذا ما دعا بينجامين دزرائيلي، وكان من أشهر رؤساء وزراء هذه الفترة، إلى وصف إنجلترا ببلد الأمَّتين، واحدة غنية والثانية فقيرة.

الأدب الفكتوري المبكر

يتضمن هذا الأدب بعض أشهر الروايات التي كُتبت في الأدب الإنجليزي. كتب معظم روائيي هذه الفترة أعمالاً طويلة تتضمن شخصيات متنوعة. وفي الكثير من الحالات، ضمَّن المؤلفون حوادث حقيقية في قصصهم. تشتهر روايات تشارلز ديكنز بشخوصها الغنية والغريبة الأطوار في بعض الأحيان. ففي روايتي أوليفر تويست(1837-1839) وديفيد كوبرفيلد(1849- 1850) يصف ديكنزحياة أطفال حولتها قسوة الكبار وغباؤهم إلى جحيم. وصوّر ديكِنز الجانب المظلم للحياة في العصر الفكتوري في البيت الكئيب(1852- 1853). إذ انتقد في هذه الرواية المحاكم ورجال الدين وإهمال الفقراء.

تحتوي روايات الأخوات الثلاث لعائلة برونتي وهن إميلي (1818–48) وتشارلوت (1816–55) وآن (1820-49) على العديد من العناصر الرومانسية. وهذه الروايات مشهورة بسبب تصويرها حياة شخصيات معذبة نفسيًا على وجه الخصوص. ويعتبر النقاد رواية إميلي برونتي مرتفعات وذرنج(1847) ورواية تشارلوت برونتي جين إير (1847) من أعظم الأعمال الروائية في العصر الفكتوري. وهاجم توماس كارلايل الطمع والرياء الذي رآه في مجتمعه في كتاب سارتور يسارتوس (1833-1834). وبحثجون ستيوارت مل العلاقة بين المجتمع والفرد في مقالته المطولة عن الحرية (1859)

الأدب الفكتوري اللاحق

ظهر في أواخر القرن التاسع عشر أسلوب متشائم في الكثير من أفضل الأعمال الشعرية والنثرية الفكتورية، فقد بحث اللورد تنيسون(1809–92) مشاكل عصره الدينية والفكرية في قصيدته الطويلة للذكرى (1850 أما أكثر إنجازات ماثيو أرنولد الأدبية شهرة فهي مقالاته النقدية عن الحضارة والأدب والدين والمجتمع. وقد جمع العديد من هذه المقالات في كتاب الحضارة والفوضى(1869.

كان في مقدمة الروائيين الفكتوريين في هذه الفترة (جورج إليوت(الاسم المستعار لماري آن إيفانز) (1819–80)،وتوماس هاردي (1840–1928). تتناول قصص إليوت مشاكل عصرها الاجتماعية والأخلاقية. وسيطرت روايات هاردي على الأدب الإنجليزي في نهاية القرن التاسع عشر. كتب هاردي قصصًا واقعية ينهزم فيها الأشخاص أمام الأزمات. لقد استخدم مناظر خيالية من منطقة وسكس لتساعده على تهيئة ذلك الجو التأملي الذي تتميز به رواياته مثل عمدة كاستربردج(1886) وجودي الغامض (1895). وكان هاردي شاعرًا موهوبًا أيضًا.

بُعثت المسرحية من جديد في نهاية العصر الفكتوري تقريبًا، إذ لم يكن هناك مسرحيات مهمة في إنجلترا منذ أواخر القرن الثامن عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر. غير أنه في بداية القرن العشرين، استطاع عدد من كتاب المسرحية بعث الحياة في المسرح الإنجليزي بإنتاج ملاهٍ ذكية ومسرحيات واقعية عن مشاكل العصر الإجتماعية.

بعد موت فكتوريا، خلفها ابنها الأكبر على العرش باسم إدوارد السابع. ويطلق اسم الإدواردية على فترة حكم إدوارد (1901-1910). كان أهم الروائيين الإدوارديين آرنولد بنيت(1867–1931)، وهربرت جورج ويلز (1866–1946). ففي قصة الزوجات العجائز (1908) وقصص واقعية أخرى كتب بنيت عن حياة الطبقة المتوسطة المملة في المدن الصغيرة في وسط إنجلترا. وأصبح ويلز مشهورًا بسبب حرب العوالم (1898م)، وآلة الزمن (1895)، الرجل الخفي(1897)، وغيرها من روايات الخيال العلمي. إضافة إلى ذلك فقد كتب أعمالا خيالية هجائية وسياسية. واستمر شو في مهاجمة القيم الاجتماعية في مسرحيات مثل ميجر باربارا (1905) ومحنة الدكتور (1906).

وكتب جوزيف كونراد (1857–1924) البولندي المولد روايات نفسية ثاقبة عن مواضيع الجريمة والبطولة والشرف. مع بداية عام 1905، كانت هناك مجموعة من الكتاب والفنانين تجتمع باستمرار في حي من أحياء لندن يُسمَّى بلومزبري للتداول في مسائل فكرية. كانت هذه المجموعة تسمى مجموعة بلومزبري. ربما كانت فرجينيا وولـف (1882–1941) أشهر كتّاب بلومزبري؛ ففي روايات مثل السيدة دالواي (1925) وإلى الفنار (1927) وصفت وولف حياة الطبقة الراقية من الطبقة المتوسطة بحساسية مرهفة، مستعملة تقنية تيار الوعي لتكشف عن خبايا أفكار شخوصها.

كان أشهر الشعراء في أوائل القرن العشرين ينتمون إلى مجموعة تسمَّى الجورجيين. جاء اسم المجموعة من اسم جورج الخامس الذي أصبح ملكًا بموت والده إدوارد السابع. كتب الجورجيون شعرًا رومانسيًا عن الطبيعة وملذات حياة الريف. وكان روبرت بروك(1887–1915) وجون ماسفيلد(1878–1967) من أبرز شعراء هذه المجموعة.

تغير الشعر الإنجليزي في كل من الشكل والمضمون بين نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918، واندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939. لقد ترك الدمار المخيف للحرب العالمية الأولى العديد من الناس بإحساس أن المجتمع قد انتهى؛ وقد لخص توماس ستيرنز إليوت (1888–1965) يأس هؤلاء قي قصيدة الأرض اليباب (1922) التي تعتبر من أكثر أشعار هذه الفترة تأثيرًا. كان إليوت محافظًا في الشعر والدّين؛ بينما عبّر كل من ويستن هيو أودن والسير ستيفن سبندر (1909-95) وسسيل داي لويس (1904-72) في أشعارهم عن أفكار في السياسة والدين غاية في التحرر. وقد انتقد الثلاثة الظلم الذي رأوه في مجتمع تفتقد فيه المساواة والأصالة.

ربما كان ديفيد هربرت لورانس (1885–1930) أشهر روائيي الفترة مابين عامي 1910 و1930؛ كتب عن العلاقة بين الرجال والنساء في رواية نساء عاشقات(1920)، وروايات سير ذاتية أخرى. ووصف فورد مادوكس فورد (1873-1939) التغيرات في المجتمع الإنجليزي بعد الحرب العالمية الأولى في سلسلة من أربع روايات سماها نهاية الاستعراض(1924-1928). وكتب غراهام غرين (1904–91) عن أناس يشكون من مشاكل دينية أو أخلاقية عويصة في روايات مثل القوة والمجد(1940).

مسرح وأدب العصر الفكتوري فى بلد الأمَّتين

Victorian theater and literature in the country of both nations

By The Egyptian Writer

Dr. Tarek Radwan Gomaa


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طفلة الشوق

 ( طفلة الشوق )) ومن النساء أنت  طفلة تخطفني إلى عالمها تتقلب ما بين صدري وقلبي ترسم بيديها قبلة فوق جسدي ونار الحب تحرقني تغازلني تعانقني  ...