الخميس، 3 ديسمبر 2020

كلمات بقلم د محمودالشيخ علي 🌺

 من ملفات القدر: ليس اليوم كالأمس "أحلام التميمي"

 ٣/١٢/٢٠٢٠

كانت أمه تبحث عن ذاتها بعدما قامت الثورة العربيه في يوليو سنة ١٩٥٢م في مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فبعدها بعامين قامت ثورة الجزائر بقيادة أحمد إبن بلا ورفاقه وتحرك الوطن العربي كله فمن كان تحت الإستعمار ثار ليتحرر ومن كان مستقلا ثار على الفساد والأحلاف ألإستعماريه والطغيان ومن كان حرا او على ألأقل يشعر بالحريه ثار من أجل الوحدة العربيه فكانت المحصله النهائيه رغم كل ما واجه هذا الوطن ان طرد ألإستعمار عن الأرض ولكنه ترك عملاؤه وأتباعه الذين عملوا ويعملوا الى أن أوصلونا إلى ما نشاهده اليوم من هذا التردي العجيب. 

إبان فترة التحرر حدثت أحداث إهتزت لها ضمائر العالم والعرب من المحيط الى الخليج وكتبت فيها الروايات وعملت لها أفلام السنما ومسلسلات التلفاز وأصبحت على كل لسان من هذه الأحداث قصة المجاهده جميله بو حريد عندما حكم عليها بالإعدام تحت سكين المقصله فاهتز العالم بأسره وشاء القدر أن تتحرر جميله وبعد حوالي ستون عاما جائت فتاة أردنيه فلسطينيه ذات أربعة عشر ربيعا من مدينة الزرقاء لتدرس الإعلام في جامعة بير زيت وتلتحق ببقية أسرتها في الضفة الغربيه بعدما أنهت دراستها الثانويه في ألأردن. هناك على أرض البطولات والرسالات وهي تدرس في الجامعه وتأكل الزيت والزعتر المغمس بخبز الطابون الساخن وتحن الى "المسخن" أرادت أن تناضل فناضلت جبروت المستعمر وقسوة ظلم المحتل لتحقق ما راودها قبل سبع سنوات كانت كافيه لأن تتحمل كل الإحتمالات فقبض عليها وحكم عليها الجلاد ما مقداره ١٦ مؤبدا أي ١٦×٩٩= ١٥٨٤عاما، ولو كان في القانون حكم بالاعدام لأعدمت لكنها أودعت الزنزانه وعمرها ٢١ ربيعا. وهي في زنزانتها جائها القدر وهي لا تعلم لينسج لها قصة أخرى فهي في ظلمتها كان نور القدر فخطبت إبن عمتها المحكوم عليه بالمؤبدات وأودع الزنزانه قبلها بسبع سنوات ووقعت على عقد الزواج بيدها عن طريق المحامي وتوكيل والدها كأنها حرة طليقه عاشقة روح الوطن ومن يعمل من أجل الوطن. 

يشاء الله أن تتحرر من زنزانتها بعد ١١ عاما من السجن ويخرج معها خطيبها في صفقة شاليط مع حماس فخطيبها من حركة فتح وهي من حركة حماس ويمر القدر مرة أخرى فتخرج وتنفى الى الأردن ويبقى خطيبها في الضفه ولا يتقابلان وتستمر المعاناه كأنهما في عالم آخر غير عالم الوطن العربي الذي ثار فلم يسمع عنها أحد كما سمع عن جميله بو حريد ولم تقابل خطيبها كما قابلت جميله محاميها الذي خطبها وتزوجها فيما بعد لماذا لأن ليس ألأمس كاليوم من الضعف والهوان ربما تسألني أيها القارئ العزيز لماذا؟ فيكون جوابي مني ومنك لأننا لم نقم بواجبنا وتهاونا فيما يجري من ظلم فأهنا جميعا ولا زلنا نهان لأنا نأكل وننام ونترك الخونه والمستعمرون والظلام يعيثون فسادا في ألأرض، بقي شئ واحد ممكن أن تسألني إياه وهو: ما أسم تلك الفتاه فأقول إليك بكبريائها اسمها الرائع أحلام التميمي التي قرأت دمعة والدها التي تحجرت في مقلتيه وهو يتذكر شقيقته أي والدة خطيب أحلام عندما قتلتها مجنده بوكزه بسلاحها في قاعة المحكمه عندما صاحت عندما سمعت بحكم المؤبدات على ولدها مازن. السؤال الذي لا أعرف له إجابه ويراودنا جميعا وهو متى ستلتقي أحلام مع خطيبها بعد عمر ٣٢ عاما قضت منها ١١ عاما في زنزانتها. ونحن العاجزون نسأل الله لهما الهناء ويرزقهما بالذرية الصالحه ودمتم وشعب لن يموت من الخليج الى المحيط وستتسع مساجدنا في مكه والمدينه وبيت المقدس وكنائسنا في مهد المسيح والقدس والناصره وستبقى القيروان ومسجد عقبه بن نافع والأزهر الشريف والجامع ألأموي في دمشق والجامع العمري وهاشم بن عبد مناف في غزه وجامع صلاح الدين وأبو حنيفه النعمان في العراق وجوامع دمشق وبيروت والاردن وصنعاء والجامع الكبير في الجزائر وكل جوامع الوطن العربي والإسلامي منارات على الطريق نحو النصر والسؤدد والله الموفق. 

د محمودالشيخ علي 🌺

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طفلة الشوق

 ( طفلة الشوق )) ومن النساء أنت  طفلة تخطفني إلى عالمها تتقلب ما بين صدري وقلبي ترسم بيديها قبلة فوق جسدي ونار الحب تحرقني تغازلني تعانقني  ...