الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

كلمات بقلم ابو مصطفى ال قبع

 في عزلـــتي حاورت ذاتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ليلةٍ أحكمت أقفالُها السَّدم

فقلتُ لنفسي هل من كبائر أو لَّمم

وأنا الذي عاهدتُها أن أعتزل

فلا غمرة الملهوف أو غزل

فجانبتُ ما عاث  الهزل

فودعت الصبا ونجمي قد أفل

فلا غادة بالعشق أحفل

ولا وهلٌ لنفسٍ بهذا من أُجل

قالت أرك متيمٌ  بالهم

وتلك مصيبةٌ  تترا عليك وغم

ستألف ما تهوى بأمرٍ جلل

فأجبتها تقوى الآلة  به وصل

فلا جنَ يألفني أو مسُ عقل

فلستُ مريداً لحكم الناس أو دول

ان زاد سلطان الفناء وقل

وكذا الجزاء لعبد  ما فعل

قالت أما اعترك  بهذا من ملل

وهل سداد للخوالي قد حكم

وفمٌ بجرحك قد تكلم

فقد اعتراك بعزلةٍ كسل

وتُحقر الذات من بذل

فأجبتها لا زلت أنأى عن خبل

أو مركب الذل الذليل جهل

وبيّ النقاء مرافد النِحل

ولست بهذا  الحال مُبتذل

ولست من ملقٍ أدنو الأيادي بالقبل

ولا جيفة في عكر بحر أن وشل

أأنف  بالتقرب من ِسفل

قالت كفاك بنعتٍ ما تقل

أنا ذاتك إذ سموت بالمناط نجم

أو أن تحط  بزلة في الرأي والقدم

فلا يعتريني بهذا من ندم

فأجبتها ما كان درئ من عدم

ولست جهولا بهذا من علل

فكم من قرين مناه بهذا لم ينل

وكم تافه قد نال غايته الأمل

فلست بمن فيه المآب إلى حيل

فالنبت  لا يخبو إذ تحوط بالدغل

فلست بخلوتي أو عزلتي

ممن أزوغُ بحكمتي

فأعزقُ مر الطعم من دُفل

وجاذ  الماء سقياً  الفاه من جبل

فالصبر أحلى مما تراه مُقل

والعزُ أبهى بشدٍ للرحيل نُقل

فمحصت ذاتي بعزل ما  نُفل

هي رغبة كي أتقى من مارق عذل

والحكم في هذا السلوك عدل

فهل يا نفسُ من هذا بدل

اعلم ركود الماء إن حل الغدير حلل

وأنا بهذا الحال أرنو عُزلةٍ كي اكتمل

أبو مصطفى آل قبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صباحٌ يتّكئ على اسمِ الله

 صباحٌ يتّكئ على اسمِ الله ، يمشي مطمئنًّا لأن الطريقَ وإن غابَ آخره، فاللهُ حاضرٌ في كلِّ خطوة. صباحٌ أُسلِّم فيه قلبي للسماء، وأترك ما أثق...