الخميس، 10 ديسمبر 2020

كلمات بقلم البشير الحاج الحمروني

 لأجلك قطعت كل المسافات

و أسلت حبري دموعا و آهات

و تعلمت كيف أتحدى صعاب المنالات

و اتحمل أوجاع الخيبات

و أقاوم صدى القلب الحزين مرات و مرات

و كيف أصير   الجليد نورا في الظلمات

و كيف أنتقي لدهري هدابا من الأزمات

و أن لا تختفي بعد طلوع الفجر لحظات

أحتاجك فيها شوقا و اختلاجات

و أن يعود بعودتك إلى الحياة كل الأموات

و أن أتعلم من فراقك كيف أدفن في صدري الهمسات

و أن لا أفلت من عقاله لسانا  يروي  السيئات

في سبيلك أفنيت عمرا وشحته الصدمات

و في سبيلك أنفقت جسدي على النحاة

كي يخطوا طيفك على بدن ضرجته السياط

و أخاديدا حفرت جنباتها حسرات

و تعلمت من هجرك كيف ألوذ من جور الحسان بالعاديات

و كيف أستجير بالظلمة من الظلمات

و كيف يسخر المسيئ من الحسنات

و كيف يعود الطير إلى الوكنات

و كيف تغادر السباع في ليلة قمرية الفلاة 

و تسائلني لماذا ترهل الجسد ذاويا فتاتا فتات

و لا تعلم سر ذبول الزهرات اليانعات ؟؟؟؟؟

و عن سهر خافت مل حزن النظرات

و ليل طويل لم ينته مع وخز النسمات

و عن قدر أفاض على البشر بالسخريات

و أجل حل و لم يطل محملا بالافات

و غروب نسج من تلال الفناء باقات

هدية لفجر يحتجزني لساعات

و عيون اغرورقت و لم تلفظ كل العبرات

و كم حاولت خداع الأرض بالنظر في السماوات

أسند رأسي كما كنت قبلا و أرتوي بالقبلات

و أقضي ليلا أتأمل وجهك و أنسج الحكايات

و لما وصلنا إذ كنا في إحدى الأمسيات

و لم أكن أدري أنها آخر اللقاءات

و بداية السنوات المتعثرات 

و أن المجهول    من بعيد آت

يحتمل لي ما أعد من سيئ المفاجآت

يجيئ متوعدا  باغتيال الحلم و الحياة

و جنونا هز كيان   العاشقين و العاشقات

و ملأ بالحزن الأليم بحارا و محيطات

بوجودك امتلكت الدنيا لحظات

و لما افتقدتك نثرتها على الصبح الآفلات

و لم أنتظر قدومك و الموت فكلاهما مأساة

و ما انطفأ نور الشمعة ليلة فلون عينيك شمعات

و ما أخافتني وحدتي و لا تهافت الجميلات

و لم تملأ غيابك حتى أجمل الأميرات

لو تعلمين ما كنت لي ما صرت يوما من المفارقات

و لو تعلمين من أنت لعدوت فسبقت الفلك الجاريات

و لو علمت فيما علمت أنك حور من الحوريات

لعشقت الحياة لأجلي و هجرت باقي الأمنيات

  و لو كان الخلود من عهد آدم إلى ما دام من الباقيات الصالحات

و لطرحت من دنياك كل الشهوات 

يا درة الصمت في الخلوات

و حبيبة المعذبين عند الأمسيات

و شقيقة من افترشوا الثرى و ماسوا على كل الجنبات

و تمردوا على الرهبان و الراهبات

و شربت كأسي بعيدا عن كل الغانيات

و سلمتك روحي بأحلامها و الجراحات

و تلاعبت بي كتلاعب الرياح بالورقات

و دغدغتني بأشذى العبارات

أغارت على قلبي   صبري  و الزفرات

و لقد نسيت أني شاعر رغم أنفي

و أني أجر على القرطاس فأحيله كلمات

و أن البيت مني يرفعك رغما عنك

و يلحقك بالجفا و المضنيات

و أني ما سهرت يوما إلا لأني 

ما زلت عاشقك حتى المماة  

                    ********

البشير الحاج الحمروني

  بنزرت في  14/09/06

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صباحٌ يتّكئ على اسمِ الله

 صباحٌ يتّكئ على اسمِ الله ، يمشي مطمئنًّا لأن الطريقَ وإن غابَ آخره، فاللهُ حاضرٌ في كلِّ خطوة. صباحٌ أُسلِّم فيه قلبي للسماء، وأترك ما أثق...