ماذا بعد
أنا كالغبار الغاضب في وجه
الريح
أنا كإعصار الأمواج الهائجة الثائرة
على الأعماق
أنا جرح الأنسان الذي من وجعه
بكى و إنهار
أنا دمعة تلك المرأة التي تعصرها
ألم الذل و المهانة في دموع
الأنهار
أنا كفن الطيبة بهذا الزمن
العار
أنا حسرة الفتاة التي تبحث عن
حلمها بزمن أشباه
الرجال
أنا ألم الطفل الحافي الجائع النائم
في برودة الثلوج
فأنا بكل أجزاء الجسد المتعب
منهار
فلا كتاب للإنصاف و لا معبد
يجبر الخواطر
لا قصائد تحترم و تدخل أرشيف
الذاكرة الأبدية
و لا طيبة و لا كرامة بقيت
لنفتخر
لا محبة في الأنسانية
لا أخلاق لا تسامح
لا سلام و لا أمان
لا أهل و لا إخوة و لا أحباب
لا حلم و لا مستقبل
لا هدوء و صفاء الذهن
لا مال و لا أستمتاع و لا حياة
لا وطن و لا عودة للذكريات
لا عدالة للحكام و لا عدالة بين الشعب
لا رحمة من البشر
و لا رحمة من الشيطان
و لا تريس في ذبح الناس
الطيبة
لا رقصة في العيد و لا عيد لنا
لا أهداء وردة في عيد الحب و لا
لقاء مع الشمعة و لا
عناق
لا كأس النبيذ و لا همسة
قبلة خفيفة
لا فجر و لا من شروق الشمس على
الزيتون
لا يوم للحج و الصلاة و لا قلوب تهمس
للدعاء
فقط .
أجساد بقيت بلا روح
ماتزال ترقص و تلعب و تلهو في سراديب
الموت
في السراب الغابر المر
أنا كتلك القصيدة التي تأكل
أحرفها فتموت على
الأسطر
أصرخ و أصرخ و الحجارة لا
تجيب و لا تسمع
صراخي
فيا أيتها الأصنام الراكضة مع الدماء
الساقطة في ضمير
الحجر
أين سترقد أرواحكم الكافرة في آخر
المحطة
فالنفق معكم متعب و طويل و
مظلم
فأنا برحلة العمر و المشوار معكم قد
تعبت و أهلكتني طول
المسير
فدعوني أنام في جرح
الندم
و سطروا ما تشتهون من شركم
في سطور التاريخ
فالحياة معكم ظالمة التي تشبهكم
فأنا عن نفسي قد إكتفيت و
تعبت من سكرة الأوجاع بزمن
الإنكسار . ؟
مصطفى محمد كبار ......... ابن حلب
سوريا
17\11\2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق