الأحد، 27 ديسمبر 2020

كلمات بقلم سليمان النادي

 خواطر سليمان... ( ٥٣٣ )


روى لنا حين كنا صغارا في الحكايات ... 

أن ثعلبا صغيرا جائعا خرج يوما يبحث عن طعام ، فرأى سرداب طويل في قرب نهايته إناء مشحون بكل مالذ له من طعام ، 

فهجم دون تلطف وتجاوز السرداب حتى وصل إلى بغيته ، 

وأكل ما في الإناء وامتلأ حتى تكرع من الشبع ، ولما ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأفاق من نشوة شهوات بطنه ، حاول أن يعود القهقري ليخرج فلم يتمكن لأن جسده قد انتفخ فلا يستطيع أن يتحرك داخل السرداب ... 


ولقيه في السرداب ثعلبا عجوزا أكل عليه الدهر وشرب وقد امتلأ حكمة وخبرة ، وعرف من الثعلب الصغير حكايته وعرف طيشه ونهمه في إشباع رغبته ، فنظر إليه ونصحه أن يبقى مكانه حتى يجوع من جديد ويعطش فينحف جسمه ويزول الشحم عنه ، وعندئذ سيتمكن من الخروج بسهولة كما دخل . 


هل تعتقدون أننا في حاجة إلى دخولنا السرداب لنتأدب ونتدبر حالنا ، وحتى نستفيق من غفلتنا ..؟ 


هل نحن في حاجة إلى أمد طويل لنتعلم كيف نكبح جماح رذائلنا ؟ 


هل ستتفتح بصيرتنا على آفاق نور جديد ولون جديد من الوان الحياة مليء بالإيمان بالله واليوم الاخر ؟ 


هل سندخل التيه والنسيان ليؤدبنا ربنا حينٌ من الدهر حتى تموت منا الاجيال الخوارة ، ويخرج من بين جثث موتانا أجيال وذرية تؤمن بالله وتكون قد بلغت مرحلة الرجولة التي تحسن التصرف لنفسها ولمن حولها ؟ 


أتمنى أن يكون انه قد آن الأوان ... 


سليمان النادي 

٢٠٢٠/١٢/٢٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين الجدرلن بقلم عمر طه اسماعيل

 بين الجدار وذا الجدار حكاية  وحكاية وخواطر ورواية وتدور من حولي الحروف فأنتقي  بعض التي تجتاح قلبي جمرة وتحط في سطري القوافي كلما  زار الحن...