حَسْبِي أنْ تَعْلَمِى . . .
وَلَسْت أَدْرِي هَلْ مِنْ دَواَعِى الْعِشْق مَا أَلْقَاهُ فِى هَوَاك أَم ذَاكَ كَانَ ثَمَنُ ذُنُوبِي بِحُبِك وَغَرامِي . . .
ونَسِيَت بِك ألَم وأوجَاعِ قَبْلَك وَكَم طَال اللَّيْل بِغِيَابِك ومَزيج مَجْنُون وَلَذَّة مَعَهَا عَذَابٌ انْتِظَارِي . . .
دَع طَيفَك البَنَفسَجِى يَمْلَأ الْكَوْن عِطْرًا وَتَعَال بِالأحلاَم عَسَى تَهْدَأ الأشْوَاق وَلَهَفَه إشتِيَاقِي . . .
وَعَنَاقٌ طَال بِالْحَرْف والقَصيِد وهَمسَاتِي كَانَت تَلَهَّم العَاشِقَيْن كَمَا تَضَرَّم النِّيرَان بأركَانِي . . .
كَمِيلاَد أَنْت وعِطر لَا يَزُولُ وَنَوَّر لَا يَنْطَفِئ فَدَعِينِي أَتْلُو بَيْن صَدْرِك وعَينَيك قَصَائِد جُنونِى . . .
حُبُّك أولاً وأخيراً وغُصن زَيْتُون وَسَلَام دافِئ سَرَى بِكُلّ أَوْصَالِي وَتَعَاظَم حَتَّى اِحْتَلّ كِيانِي . . .
أَشْعَر الْكَوْن كُلَّهُ أَنْتَ وَلَا أُرِي إلَّا ذَاكَ اللَّوْن البنفسجى وعطره وأطياف مِنْك تغذو أَحْلاَمِي . . .
دُعِي رَأْسِي بَيْن صَدْرِك كَي أغفو بِجَنتَك بعيداً عَنْ هَذَا الْكَوْن وَيَكُونُ بِهَذَا الغَفا سَعْد أَيَّامِي . . .
حَسْبِي إنْ تُعَلِّمِي مَا أكابده وَمَا كَانَ فِعْلَ الْهَوَى بِالْفُؤَاد وَأن الْعِشْق بَاقٍ وَإِنْ الْكَوْن كُلُّه عَافَانِي . . .
دَعَوْت لَك بِطِيب الْأَمَانِيّ والسَعد وَلَو أَنْتَ مِنْ فِى الرَّدَى رَمَانِي يامَن بِالْحَيَاة وَالنُّور أهدَانِي . . .
وَمَا تَمَنَّيْت إلَّا حَنَانٌ وَحُنَيْن يغلف كَوْنِي وَيَكُونُ هُوَ دُنيَتي وَحَبِيب بِالرُّوح وَالْقَلْب يهواني . . .
تغفو أَنْت وأشوَاق وسُهد بِالجفُون سَاهِرٌ دَائِمٌ يُداعِب ظَنِّيٌّ وَيُشْعِل نَار الْجَوَى وَلَيْلٌ أَعْيَانِي . . .
يَهُون كُلّ الغلا وَإِنْ حَلَّا فَخُذ مِن دَمي وَمَن عُمْرِي وفَرحِي وَروُحِي وَدَع عَيْنِي يَا أَنَا تَرَانِي . . .
تعَالىِّ إفتَرشِى حَدائِق خَافِقي البَنَفسَجِية وَتَذوقِي شَهدِي وَتَعَطَرِى مِن عَبَق رَذاَذ قصَائِدي ...
أشرَب أنَا مِن لَذة ضَيَاعِي فِيكِ فأثمَل عِشْقاً وتَرتَوِي أَنْتِ مِن نَهر كَوثَرِي وَشَهد شِفاهِ أشوَاقِي ...
(فارس القلم)
بِقَلَم / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق