حديث الذاكرة
بقلمي أنور مغنية
لا بدَّ أن أجدِّدَ ذاتي
لا بُدَّ من ميلادٍ جديد
ولحنٍ جديد...
إني أحملُ في قلبي
وِزرَ السلاسل وثقلَ الحديد..
لا بُدَّ أن أبحثَ عن ذاتي
وأن أنسى من أنا
وأن أكسو جسدي بقميصٍ من نجومٍ
وأن يكون غدي يوم عيد.....
لا بُدَّ أن أحيا
وإن كان الماضي يموت
أحاولُ البحثَ بين أنقاضي
عن ذكرياتي وعن أملٍ
بيومٍ سيأتي سعيد.....
إلاَّ أني أعرف يا حبيبتي
أن هذا الأمل جداً بعيد
كيف عاشت تلك الذكريات؟
كيف كبرت؟
وكيف ستموت؟
وهي تتجدَّدُ وتنمو
مع كلِّ صبحٍ وليد......
غصباً عنِّي ما زلتُ أغنِّيها
كي تبقى ، كي تُزهر
كي يتكاثر النحلُ عليها
كي يصنع سُكَّر
لا بد أن ازرع الورد
على الذراع الأسمر
وعلى خصر طفلة
فوق الصخر تحفر..
إني أطفو على بحر المقادير
وألعبُ فوق الأسطح
وعلى الأشجار بين العصافير
أسير إلى بستاني
والصدر يحمل أثقاله
يا ذاك الوجه الطالع
من بين أضلاع الورد
قلبي يسأل عن حاله
ها أنذا أطفو على بحر المقادير
أحنُّ إلى أهلي وأحبابي
وأشتاق على جسدكِ أثواب الحرير
يا ذات العيون العسلية
لم تزل زهرة أيامي بين يديك
أتهجَّى السِّحرَ في عينيكِ
ومن شفتيك نبيذ القوارير
خلف أسوارك باقات زنابق
وثلَّةٌ من أقمارٍ
أغنياتٌ قديمةٌ ، ذكريات بحار
وأحلام أطفالٍ صغار
خلف أسوارك رحلتي الطويلة
حكايات وجهي ووجهك
وأحلامنا الجميلة
أشجار الحي تعرفنا
وتعرفنا أسراب العصافير
أنور مغنية 18 11 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق