في الورى
عبدلي فتيحة
في الورى نفسٌ خمولٌ
جحفلٌ منها الرُهابْ
كالغيومِ في فضاءٍ
أجوفٍ مثل اليبابْ
لا معانٍ فيها بانت
لا تسامٍ كالسَّحابْ
ثمَّنت ليلَ السكونِ
شزرَت ظِلَّ الغيابْ
قدَّست من مرَّ لكن
ما رأتْ غيرالذئابْ
كالصَّبي بعيونٍ
و جفونٍ للشبابْ
بل تنحَّت من زحامٍ
يُسقى من كأسِ العذابْ
نصَّلَت ما كان بادٍ
في مقامات الشَّرابْ
ثكِلٌ منها التَّولِي
عند شط الملحِ ذابْ
بين أطيافِ الخداعِ
واهيًا مثل الشهابْ
آخر السيرُ بخطوٍ
فُطِمٌ منه الترابْ
ليُزيحَ الكُدرَ نفسا
يُجلي ما كان سرابْ
مُتعبٌ من حَمل عُمرٍ
أوهن الأكتاف نابْ
عشقُها الحبرُ مدادً
عتَّق وجه الصوابْ
و اضمحلَّ في دواةٍ
تنعَى في وجه الكتابْ
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق