ذَهَـــــبٌ أَمْ خَـــــــزَف ؟
(البحر البسيط)
شعر : محمد بن صالح رحيمي
يَارِيشَةَ الْحِبْرِ كَمْ حَــرَّرْتِ مِنْ نُــــتَـــــفِ
وَقَدْ مَرَرْتِ عَلَى بُسْتَانٍ وَلَمْ تَصِـــــــــفِي؟
هَلْ حَارَبَ النَّاقِدُ الْمَأْجُورُ مَلْــــحَــمَـــــةً
وَصَنَّفَ الْهَجْرَ وَ التَّهْرِيجَ مِنْ تُـــحَـــــفِ ؟
صَرَّحْتِ أَنَّكِ قَدْ أَخْفَيْتِ نَاغِــــــــيَــــــــةً
فَصَارِحِينَا بِمَا أَخْفَيْتِ وَ اعْــتَـــــــــرِفِي
مَنْ ذَلِكَ الصَّارِخُ الْمَعْــتُــوهُ فِي قِــمَـــمٍ
يَحْكي بِطَرْفٍ مِنَ الْإِرْهَاقِ مُرْتَجِــــــــفِ: ؟
(نَحْوٌ وَصَرْفٌ وَأَوْزَانٌ وَ قَـافِـــــــــــيَـــةٌ
فَأْتُواْ بِنَوْعٍ مِنَ الْأَشْعَارِ مُخْــــــتَـلِــــــفِ)
أَلَيْسَ فِي بَدَنٍ قَلْبٌ يُــحَـــرِّكُـــــــــــــــهُ
وَالْقَلْبُ قَدْ حُفَّ بِالْأَضْلَاعِ وَ الْغُــلُـــــفِ ؟
غَارُواْ فَقَالُواْ لَكَ الْأَبْيَاتُ تَسْــــكُـــنُــهَا
لِلهِ هَلْ جَعَلُواْ الْأَبْـيَـــــاتَ كَالْغُـــــــــرَفِ
أَذْوَاقُهُمْ مَا اسْتَطَاعَتْ رَغْمَ تَجْـــرِبَــــةٍ
فَرْزَ الْوُرُودِ عَنِ الْأَشْوَاكِ وَ الْحَــــلَـــــفِ
فِي الْعَالَمِ الْأَزْرَقِ الْأَلْقَابُ سَامِـــــــــيَـةٌ
كَمْ مِنْ أَدِيبٍ وَ أُسْــتَـاذٍ ،وكَمْ صَـحَــفِي !
كَأَنَّنَا الْيَوْمَ لَا نَحْـتَــاجُ جَامِــــعَـــــــــــةً
فَالْعِلْمُ فِي الدُّورِ وَ الْأَسْوَاقِ وَ الرُّصُـفِ
فُرْسَانُ حَرْفٍ بِلَا حَرْفٍ ، وَ أَغْلَبُــهُــــــمْ
مَا فَرَّقُواْ بيْنَ نَصْلِ الرُّمْحِ وَ الْأَلِــــــفِ
جَوْعَى ، بِلَا ثَمَنٍ يَرْجُونَ جَــائِـــــــــــزَةً
عِنْدَ الطِّوَى تَبْحَثُ الْأَنْعَامُ عَنْ عَــلَــــفِ
فِي رَأْيِهِمْ تُشْرِقُ الْأَنْوَارُ مِنْ ظُـــــــلَـــمٍ
وَالْعِطْرُ مُنْ دِمَنٍ يَأْتِي ، وَمِنْ جِــيَـــــفِ
يَالَلْقَصِيدَةِ مِنْ نَقْدٍ أَطَـــــــاحَ بِــــــهَـا
ظُلْمَا ، وَ مِنْ قَارِئٍ بِالْجَهْلِ مُــتَّــصِــــفِ !
لَا تُـذْرِفِي رِيــشَـــتِي حِبْرًا لَـــنَــــا أَدَبٌ
فِي عَصْرِنَا حِرْفَةً أَضْحَى مِنَ الْحِــــرَفِ
لَا أَرْضَ لِلْحُبِّ وَ الْإحْـــسَــاسِ فِي أَدَبٍ
لَا أَرْضَ لِلصِّدْقِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ الشَّـــرَفِ
قَدْ أَصْبَحَتْ لُغَةُ الْأَجْدَادِ فِي خَــطَـــــرٍ
وَالْأَهْلُ يَلْهُونَ بِالْأَقْــــلَامِ وَ الصُّـــحُــفِ
إنِّي أَمُدُّ يَدِي ، وَ الْأَقْلَامُ شَاهِـــــــــــدَةٌ
يَا قَوْمُ هَلْ مِنْ مُعِينٍ صَـــادِقٍ وَوَفِـــي؟
كَيْ نَسْتَطِيعَ بِكَفٍّ حَمْلَ نابِــــــغَـــــــةٍ
لَا بُدَّ مِنْ سَاعِدٍ كُفْءٍ ، وِ مِنْ كَـــتِــــــفِ
الشِّعْرُ فِي الْأَدَبِ الْمَكْتُوبِ مِنْ زَمَــــــنٍ
نَوْعَانِ : مِنْ ذَهَبٍ بَحْتٍ ، وَمِنْ خَــــزَفِ
بِالشِّعْرِ وَ النَّثْرِ هَذا الضَّادُ مُنْـتَــعِــــشٌ
الْجِسْمُ لَمَّا الْتَوَتْ رِجْلَاهُ لَمْ يَـــقِـــــــفِ
محمد بن صالح رحيمي (من المملكة المغربية)
17/11/2021
النُّتَف : ج نُتْفَة وهي البيتان من الشِّعْرِ ، فالبيت الواحد يسمى بالمفرد اليتيم والبيتان نتفة ،وإلى ستة قطعة ، والسبعة وما فوق قصيدة - النَّاغية : الكلمة - النَّواجِذ : الأضراس - تَنْقُدُنَا : تعضنا وتلذغنا - الطِّوَى : الجوع - الدِّمَن : ج دِمْنة وهي المزبلة .
ملحوظة : هذه القصيدة سبق لي أن نشرتها تحت عنوان ( مزِّقي الْأوراق) فأعدت صياغتها من جديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق