الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

كلمات بقلم سندس البصري

 نعم ولا والحد الفاصل بينهما 

---------------------------------------

للحياة دعامتان بنيت عليهما الحياة وتمثلت بـ ((لا)) وهي الجزء السالب منها و بـ (( نعم )) وهي الجزء الموجب لكن لو بحثنا و تفحصنا و تمحصنا بـ ((لا)) السالبة لوجدناها هي الركيزة الأساسية التي أرتكز عليها الأنبياء في نشر دعوة التوحيد (( لا إله ألا الله)) وهي بداية دعوة كل نبي ب ((لا)) هدمت الأصنام ومحي الظلم والظلام وأنارت الطريق لمن يريد النجاة والوصول إلى معنى وجوده وخلقه من العدم..

(( لا)) هي بداية الحضارات ونهاية كل طاغوت وظالم وجبار فالحياة تقوم على التوازن وبغير ((لا)) السالبة لا يكون توازن ولا سلام ولا بنيت حضارات ولا خلد أبطال...

 فلو بحثنا في جاذبية والشمس وكيف تجر الكرات إليها ونتعمق في قوة الدفع والجذب بينها لوجدنا التوازن القائم في المنظمومة في أصغر(( ذرة)) ولوجدنا السلب أكثر من الإيجاب  وهذا بحث لو تطرقنا إليه يطول علينا شرحه وتفصيله ...لكن من هذا المنطلق نفهم أن الحياة قائمة على التوازن ولو اختل فيها شيء بسيط لتهاوت وانتهت.. 

فحين نقرأ في القرأن الكريم ماذا نجد ؟؟ 

نجد((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) وهنا قل اتت بصيغة الأمر من الله عزة وجل مخاطب بها رسوله الحبيب ((لا أعبد ما تعبدون )) هي ملخص لرسالة السماء وأمر لرسوله وللمؤمنين بأن يثبتوا ويقاوموا الشرك والمشركين ب ((لا )) وايضا نقرأ. ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)) اذا نعم واحدة للصلاة ومقابل كم(( لا ))؟؟ من يصلي لا يشرك فهو يشهد ((أن لا إله إلا الله)) 

لا يكذب لا يغتاب لا يسرق لا يزني لا يقتل لا يظلم لا يفتري لا يغتاب وكثير من اللاءات..

عظماؤنا ومن نقتدى بهم لم يحققوا مبتغاهم إلا عندما قالوا لا

فنجد الإمام علي عليه السلام عندما طلبوا منه المهادنة وأن يسلم زمام الأمور والدين لمن هم ليسوا أهلا لها أتى رده الحاسم(( لا أهادنكم على ديني)) وكذلك الإمام الحسين عليه السلام عندما شعر بالخطر المحيط بالإسلام كان ردهة مدويا وإلى يومنا هذا يردده الأحرار(( لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل)) حتى لقب بمنقذ الإنسانية

في شرق الأرض وغربها فلا هي من سلبت الشر والظلم والفحشاء والمنكر ....

وفي عصرنا هذا عصر الزيف والخداع والدجل والذل والتطبيع حيث سيقت  أمتنا نحو الهوان نجد نعم تسيدت الموقف ونفخوا بها حتى كبرت وكبرت فانجبت لنا إسرائيل حتى أصبحت ذلك البعبع الذي يخيفهم قالوا نحتل فلسطين لم يجدوا من يقول لا قالوا نريد القدس قالوا نعم خاضعين قالوا وقالوا ولم يسمعوا من أمتنا ((اللا))

اليوم أمتنا العربية بحاجة إلى من يعلمها كيف تقول:  ((لا) )  لتعيد ماء وجهها الذي أراقته نعم بكل ذل وهوان وأن يرسم لها الحد الفاصل بين ...نعم ... و .. لا.. ولمن. تقول نعم ...ولمن تقول ..لا 


بقلمي ابنة الفرانين

سندس البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طفلة الشوق

 ( طفلة الشوق )) ومن النساء أنت  طفلة تخطفني إلى عالمها تتقلب ما بين صدري وقلبي ترسم بيديها قبلة فوق جسدي ونار الحب تحرقني تغازلني تعانقني  ...