الخميس، 26 نوفمبر 2020

كلمات بقلم ابتسام عبد الساده/ عراقية

 من مهرجان حياة ضائعة

هاجرَ مع زوجته الريفية وطفلين صغار لم يتعرف يوما بجمال الحياة 

كان يعمل من الصباح حتى المساء قبل هجرته ٠

وصل مع عائلته الحدود المجهولة 

كانَ في طريقهم الف والف مهمة عليهم الوصول الى مكان آمن يحتمي به من ألم الفراق فراق الوطن فراق الاهل فراق عمله الذي لا يجيد غيره ٠

تحديات وصعاب كثيرة مستمسكات ليس لديهم خرجوا هرعوا من مساكنهم لانها تهدمت بقصف ليست حرب واحدة حروب ازمات فقر صراخ اطفال أصوات رصاص امواج البحر تضرب ذلك الزوق المنفوخ الاسود امواج عالية انه الموت يطاردهم ٠

اخذت زوجته اطفالها باحضانها اصرار على الحياة انهم يريدون العيش ليس الا ٠

وصلوا الى الحدود التي لا يعرفون اسمها وجدوا الكثير مثلهم يسيرون ليلا وينامون في العراء كان عليهم السير بين تلك الاشجار والادغال ٠

لم تكن نزهة ولم تكن سفرة كانت هجرة نعم حراس الحدود يرافقونهم يعطونهم قناني ماء وبعض الخبز الاجنبي يسد رمقهم مجبرين لقد باتت البلدان تبكي على ابناءها ٠

دخلوا في سؤال وجواب ٠

- نحن بشر 

- ما الذي اتى بكم 

- اتعبتنا الحروب ٠

-ما الذي تنون عمله ٠

- الهروب فقط الهروب ٠

-ضعوا بصمات اصابعكم على الجهاز هنا ٠

فعلوا وختموا باصابعهم التي بالكاد تظهر البصمة اصابع مرتجفة وشفاه صامتة وخطى ثقيلة ٠

عليه ان يعيش رأى الشقراء تتمايل بمشيها والشعر على الاكتاف والعطر يترك اثر في النفس تختلف عن زوجته تختلف عن اخته تختلف عن والدته ٠

كان عطر والدته المسك واحمر شفاها الصدق انه عربي هجر بلده انه ريفي هجر ارضه انه عامل ترك عُدة عمله وترك تلك الورشة التي كل مكان فيها منقوش اسمه ٠

انبهر بما رأى ها هو اتى ليضيع مع كل جديد حروفه جديدة نطقها صعب كتابتها غربية ٠

قرر ان يعيش دون بكاء اطفاله قرر ان يعيش مع شقراء 

لون ثوب زوجته اسود قررت الحداد ولون شعرها اسود ولون عيونها سوداء وسمار الوجه من أدمة تلك الارض العربية ٠

رحل مع تلك الشقراء رحل الى الضياع اصبحَ يبحثُ عن ذاته لم يجدها انها شمس تغيب متى تشاء وتشرق متى تشاء تعشق الموسيقى والرقص على انغامها ٠

مهرجان حياته اصبحت معها فوضى تعم كل شيء الليل بدل النهار دخان السجائر ورائحة النبيذ على طاولة كبيرة واقراص تدور تعطي من حظه جميل النقود ارباح رخيصة كثيرة العدد قليلة البركة نفذ صبره ٠

عاد بعد فترة الى رشده لكنه علمَ انه ضائع ولم يجد عطر المسك الفواح ولبست ايامه سواد الحداد عاد من جديد يبحث عن السمراء ذات العيون السوداء وجدها تحتضن اطفالها كبروا تعلموا  ان الحياة تميت الضعيف ٠

عاد خجلا عرق وجهه حين رأى زوجته بثوبها الاسود وقلبها الف قصة شجن والف رواية شوق له ٠

علمته انها هي الحياة هي العطاء هي الحب الحقيقي انها القوة انها سور حصين لقلعة الدار العربية الاصيلة سامحته فهي الام والحبيبة 


يوم من مهرجان رجل شرقي 

ابتسام عبد الساده/ عراقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...