البحّارُ الأخير
وعدَ البحّارُ بنتاً بالحياةْ
ثمَّ غابَ الموجُ فيهِ سنواتْ
عاهدتْهُ أخلصتْ عهدَ الهوى
واكبتْهُ في شِراعِ الأُمنياتْ
كانَ يَلقاها خيالاً بالرؤى
وبنايٍ من قوافٍ شارداتْ
طالما حيَّتهُ عن بعد ٍوحيَّ ...
تْهُ عن قربٍ بريحٍ مُشتهاةْ
كلُّ يومٍ ليسَ يمضي لغدٍ
ما أتى منهُ بريدٌ للأهاتْ
دوَّنتْ أحرفَها البيضَ على
كفِّها حمراً فظلّتْ راعشاتْ
ذوَّبتْها نجمةُ الكرْمِ التي
صبَّتِ الحلْمَ بكأسِ المُسْكِراتْ
لم تَعِشْ بعدُ طويلاً وقضتْ
ليلةَ الحلْمِ وغارتْ بالجِهاتْ
تركتْ للجرحِ ثغراً باسماً
والمجراتُ عليها نازفاتْ
شيَّعتْها خلفَ حرفٍ زاخرٍ
جامعٍ كلَّ معاني المفرداتْ
فأقامَ الشطُّ تِمثالاً لها
حيثُ كانت تستفيضُ الذكرياتْ
من مرايا البحرِ توري المُنتأى
وظلالِ الروحِ تحتِ الكلماتْ
عادَ لم يَلقَ سناها . أسندَ الرّ ..
أسَ للتمثالِ شوقاً ثمَّ ماتْ .
محمد علي الشعار
٢٦-١١-٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق