الأحد، 29 نوفمبر 2020

كلمات بقلم د. عبدالله دناور

 كما قالوا وأكثر

ـــــــــــــــــ

وأخيراً وقعت تحت مبضع الجراح واستسلمت له إذ كان لا بدّ من العملية الجراحية.. وكان الرأي أن تجرى بطريقة التخدير القطني وفيها يفقد المرء الإحساس بالألم في النصف السفلي للجسم.. وهكذا كان.. كانوا بضع أطباء من قسم الجراحة في المشفى وبضع ممرضات وطبيبة تخدير.. وبعد إجراء التحاليل والاستشارات الطبية اللازمة.. لبست اللباس الخاص. واستلقيت على السرير بضع لحظات كانت فوق رأسي طبيبة التخدير تسألني عن آخر إجراء جراحي تعرضت له ..هل اتحسس من دواء معين إلى آخر هذ الأسئلة الضرورية.. بعدها طلبت أن أرفع رأسي حيث يصبح الظهر قائما وقالت بصوتها الناعم الذي بدد كثيرا من توتري وخوفي كوني أتعرض للأمر لأول مرة.. قالت.. وخزة صغيرة في أسفل الظهر وبعدها سترتاح.. رجعت لوضعية الإستلقاء.. دقائق معدودة بدأ يسري الخدر في أسفل الجسم من أطراف أصابع قدمي إلى السرّة في البطن وهذا كاف لإجراء العمل الجراحي في هذه المنطقة من الجسم.. وهكذا بدأ العمل الجراحي. بعد أن وضعوا ساتراً بيني وبينهم لكي لا أرى ما يحصل.. غير أني كنت اسمع الأصوات والأحاديث.. كانت تسألني الطبيبة ببن فترة وأخرى عن شعوري.. قالت هل تريد أن تنام.. أشرت لها بالموافقة فأعطتني حقنة رحت بها في نوم عميق هني. أحسست أني بها غبت عن العالم وضوضائه وسافرت في عالم السعادة بضع دقائق كمن سافر بطائرة لجزيرة في عرض البحر وسرعان ما عاد إلى صحرائه التي يقطنها برملها وشمسها الحارقة.. أعادت الكرة ثانية.. صحوت على إثرها وقد انتهت العملية.. فطمأنني الدكتور بنجاحها ثم توالت الدعوات من المرضات والطبيبة ـ الحمدلله على السلامة ــ

كانت أصواتهم تبدد مخاوفي وتريح أعصابي وتعزز مفعول المخدر..شكرتهم جميعا على هذا اللطف قائلا

حقاً هكذا فليكن الكادر الطبي.. أن يفكر بالمريض أولاً.. فسلمت يداك أيها الطبيب ففي مبضعك كل الرحمة وأنتن أيتها الطبيبات والممرضات أنتن كما قاوا وأكثر.. أنتن بحق ملائكة الرحمة تمشي على الأرض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. عبدالله دناور 30/11/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جارة القلب / عمر طه اسماعيل

 لا تبعدي..  وظلي جارة..  للقلب..  اهواك ٍ..  لا اقدر عيشا دونك..  والبعد عنك..  يامولاتي..  جرم ٌ..  وذنب..   اني ولدت..  من جديد..  ويوم م...